تونس 28 ديسمبر 2009 (وات تحرير اشراف الصيد) مثلت مصادقة الجمعية العامة لمنظمة الاممالمتحدة بالاجماع يوم الجمعة 18 ديسمبر 2009 خلال دورتها الرابعة والستين على مبادرة الرئيس زين العابدين بن علي المتعلقة باعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب اعترافا دوليا جديدا بصواب مقاربات سيادة الرئيس وسداد خياراته الاستراتيجية التي تراهن على الاحاطة بالشباب والاهتمام بقضاياه ودعم الحوار معه. وقد جاء تبني مقترح رئيس الدولة من قبل منظمة الاممالمتحدة التي ستتولى رعايته بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية لينضاف الى سجل تونس الحافل بالمبادرات الانسانية النبيلة الرامية الى ترسيخ القيم الكونية المشتركة لتحقيق السلم واشاعة العدل وتكريس التضامن ومد جسور التواصل بين شباب العالم. وتكمن اهمية هذه المبادرة الرائدة في كونها ستفضي الى اصدار ميثاق دولي يكون بمثابة رابطة وثقى تشد شباب العالم الى القيم الكونية المشتركة. كما تبرز قيمتها في ما ترمي الى تحقيقه من اهداف سامية تتمثل خاصة في مزيد تعميق وعي شباب العالم بجسامة المسوءولية الملقاة على عاتقه في ارساء عالم تنعم فيه البشرية قاطبة بالامن والاستقرار والسلام.وهي اهداف يمكن تحقيقها عبر ما تضمنته هذه المبادرة الرئاسية من تاكيد على دعم التواصل والحوار بين شباب العالم بما يسهم في تعزيز مقومات التقارب والتفاهم بين مختلف شعوب المعمورة وفي ترسيخ قيم التضامن والتسامح . وان في الاجماع الاممي حول هذه المبادرة لاقرار بمدى نجاعتها وكذلك اعتراف ضمني من المجموعة الدولية بنجاح المقاربة التونسية في مجال التعاطي مع الشان الشبابي والتي تركزت بالاساس على مبدا الحوار كمنهج للتواصل مع هذه الشريحة الاجتماعية الهامة وتشريكها في الحياة العامة. وقد برزت هذه المقاربة مجددا في البرنامج الانتخابي لرئيس الدولة 2009-2014 /معا لرفع التحديات/ من خلال افراده قطاع الشباب بمحور خاص يحمل شعار /لشباب تونس نبني الغد الافضل/ ليكرس هذا التوجه حرص تونس التغيير على المراهنة على كفاءاتها الشبابية في نحت مسيرة البناء والتقدم. فمن منطلق الايمان بدور الشباب وقدرته على الاسهام في رفع التحديات اكد الرئيس زين العابدين بن علي في برنامجه للخماسية القادمة على تطوير موءهلات الشباب واعداده لتحمل المسوءوليات بكل اقتدار. كما شدد على ضرورة وضع برنامج لتاهيل مراكز الايواء المخصصة لسياحة الشباب وتوسيع تجربة نوادى الاعلامية المتنقلة واستكمال برنامج تاهيل نوادى الشباب الريفية الى جانب دعم الشراكة بين مؤسسات الشباب والمؤسسات التربوية والثقافية والرياضية وتاهيل المنشات الرياضية وتعهدها بالصيانة المستمرة. وتضمن هذا البرنامج كذلك تاكيدا على اهمية تكثيف الجهود لاستكشاف المواهب الرياضية واحداث جمعية رياضية نسائية على الاقل بكل معتمدية قبل موفى سنة 2014 ورصد اعتمادات اكبر لرياضة المعوقين. ويعتبر قرار احداث برلمان للشباب ليكون موءسسة استشارية تسهم في غرس روح المواطنة لديهم وفي تشريكهم في الشان العام لبنة جديدة في مسار تعزيز انخراط الشباب في الحياة السياسية وتفعيل مشاركته في صياغة التصورات العامة للمسيرة التنموية في مختلف القطاعات. وقد شكلت الانتخابات الرئاسية والتشريعية في اكتوبر 2009 محطة هامة اكد خلالها الشباب التونسي مدى وعيه باهمية الانخراط في الشان العام والتزامه بقضايا وطنه وتوافد بكثافة على صناديق الاقتراع للتعبير عن عرفانه بالجميل لصانع التغيير والالتفاف حول خياراته المستقبلية وللاسهام في انجاح هذا الاستحقاق السياسي الذى اتاح الفرصة لحوالي 500 الف شاب وشابة ممن بلغوا سن ال 18 لممارسة حقهم الانتخابي بعد ان اقر الرئيس زين العابدين بن علي التخفيض في سن الانتخاب من 20 الى 18 سنة وهو اجراء هام فتح مجالا ارحب امام الشباب لتوسيع دائرة مشاركتهم في الحياة العامة وتمكينهم من التدرب على الممارسة الديمقراطية. كما استفادت المنظومة الشبابية خلال العام الجارى بسلسلة من الاجراءات الاخرى وفي مقدمتها اعلان رئيس الدولة في فيفرى الماضي عن احداث لجنة وطنية تتولى صياغة الوثيقة النهائية للاستراتيجية الوطنية الشبابية للفترة 2009-2014 التي كان اعلن عنها في الذكرى الحادية والعشرين للتحول الى جانب اعداد الخطط التنفيذية الملائمة لها. وتم اعداد هذه الاستراتيجية على ضوء ميثاق الشباب التونسي الذى توج سنة الحوار الشامل مع الشباب المنتظم سنة 2008 وهي تشكل اطارا مرجعيا لبلورة معالم الطريق نحو مزيد النهوض بالشباب وتجسيم تطلعاته وتحقيق جملة من الاهداف ذات الاولوية خاصة في مجالات التعليم والتكوين والتشغيل وتكنولوجيات الاتصال والصحة والبيئة والترفيه وتعزيز مساهمة الشباب في الحياة العامة. وحرصا على تثبيت مبدا الحوار مع الشباب تقرر احداث منتدى وطني للحوار مع الشباب من شانه ان يفسح المجال لحوار تشاركي لمناقشة وتدارس مواضيع ذات علاقة بقضايا القطاع وتطلعاته وهو ما يتيح الاستفادة من اراء الشباب ومقترحاتهم في رسم الخطط والمقاربات المستقبلية. كما تم الاذن باحداث بوابة عصرية وتفاعلية ذات خصائص تقنية متطورة تستجيب لطموحات الشباب. وفي ظل ما تشهده الحياة الشبابية من تحولات عميقة ومتسارعة اضحى من الضرورى العمل على تعصير المؤسسات الشبابية وتحديث برامج عملها. ويتنزل في هذا الاطار قرار دعم الموسسات الشبابية ب2000 حاسوب اضافي وتحسين النفاذ الى شبكة الانترنات بربطها بالخطوط ذات سعة التدفق العالية /2 ميغ بيتس/ وتفعيل انفتاحها على محيطها المدرسي والجامعي في اطار تمكين هذه الفضاءات الشبابية من سبل التاقلم مع الخصائص الجديدة لهذه الشريحة بما يساعد على استقطاب اكبر عدد من الشبان. وان ما تحقق لقطاع الشباب من مكاسب وانجازات رائدة في مختلف المجالات ليعد مصدر فخر واعتزاز لهذه الشريحة المدعوة الى الانصراف اكثر فاكثر الى العمل والمثابرة والنهل من منابع المعارف والعلوم حتى تكون في مستوى المسوءولية المنوطة بعهدتها وتساهم من موقعها في انجاح المواعيد الشبابية الدولية القادمة وفي مقدمتها السنة الدولية للشباب التي تنتظم سنة 2010 كما ان الشباب مدعو في ظل النظرة الجديدة تجاهه والقائمة على مزيد تشريكه في مختلف المجالات واعداده لتحمل المسوءوليات الى السعي كل من موقعه ليكون في مستوى هذه المكانة والاسهام في رفع التحديات الماثلة وتثبيت قدرته على كسب الرهانات على مختلف الاصعدة.