تونس 10 جانفي 2010 (وات) يعد برنامج الاحاطة بالاحياء الشعبية المحيطة بالعاصمة والمدن الكبرى احد الشواهد البارزة للعمل فى تونس على تامين مقومات العيش الكريم للجميع والنهوض باوضاع محدودى الدخل والفئات ذات الاحتياجات الخصوصية. ويحظى هذا الموضوع بالمتابعة من رئيس الدولة الذى ادرجه ضمن الاهداف النوعية لبرنامجه للمرحلة القادمة 2009-2014 لا سيما في البند الرابع مستوى عيش افضل ونوعية حياة ارقى . وقد خصص مجلس وزارى انعقد يوم الجمعة 8 جانفى باشراف الرئيس زين العابدين بن علي لمتابعة تقدم تنفيذ برنامج الاحاطة بالاحياء الشعبية بمختلف مكوناته الموزعة على ثلاثة عناصر متكاملة هي البنية الاساسية والتجهيزات والمرافق الجماعية والانشطة المنتجة وتحسين الدخل. واهتم رئيس الدولة بالخصوص بتقدم اشغال التطهير في بعض المناطق لارتباطها بانهاء اشغال البنية الاساسية للطرقات مشددا على استكمال الاشغال الكبرى في 2010 وموصيا بالسهر على صيانة التجهيزات الجماعية المنجزة واستحثاث نسق العناصر المنتجة وبرامج التكوين والتشغيل. ويعد برنامج الاحاطة بالاحياء الشعبية الذى اقره رئيس الدولة سنة 2006 ثمرة مقاربة اصلاحية لتعزيز مقومات التنمية المستديمة بكل ابعادها البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية وتفعيل قيم التازر والتكافل التى كرستها الاليات التضامنية ومن ابرزها صندوق التضامن الوطني. ذلك ان تنفيذ هذا البرنامج شكل منعطفا فى تدخلات صندوق 26/26 الذى يخصص جانبا هاما من موارده لتحسين محيط العيش بالاحياء الشعبية وتطوير مجالات التكوين والانشطة المنتجة لمتساكنيها تجسيما لحرص رئيس الدولة على اضفاء النجاعة اللازمة على اداء هذه الالية التضامنية حتى تعاضد جهود الدولة المتواصلة للنهوض بالفئات الضعيفة فى الوسطين الريفى والحضرى. وتستهدف التدخلات فى هذا الاطار 82 حيا شعبيا يقطنها حوالي 366 الف ساكن بمختلف الجهات من خلال تدعيم البنية الاساسية من طرقات وتطهير وتصريف مياه الامطار وتنوير عمومي وتعزيز المرافق الجماعية وتحسين السكن ومزيد الاحاطة بشباب هذه الاحياء واعدادهم للعمل ودعم التشغيل ببعث المشاريع المنتجة والمشغلة بالفضاءات الصناعية والاقتصادية والاحياء الحرفية المزمع احداثها. ومنذ اقرار البرنامج فى مرحلته الاولى 2007-2009 تركزت العناية على تحسين اطار عيش متساكني الاحياء الشعبية المحيطة بالعاصمة والمدن الكبرى التي استفاد منها 166 الف ساكن في 26 حيا من بينها 14 حيا بولاية تونس الكبرى و12 حيا ب11 ولاية اخرى وذلك باستثمارات قيمتها 114 مليون دينار. وتدعم هذا البرنامج الاولي بجزء اضافي اذن به رئيس الدولة سنة 2008 في الذكرى الحادية والعشرين للتحول للفترة 2010-2012 لفائدة حوالي 200 الف ساكن ب56 حيا فى 21 منطقة خصصت له اعتمادات بقيمة 150 مليون دينار لانجاز مشاريع البنية الاساسية والمرافق والتجهيزات الجماعية مع التركيز خاصة على دعم مجالات التكوين وتطوير الانشطة المنتجة وموارد الرزق. وشمل البرنامج الرئاسي للاحاطة بالاحياء الشعبية حتى الان انجاز مشاريع هامة في قطاع التطهير حيث سيمكن الى موفى 2010 من ربط 236 حيا اضافيا بعد ان استفاد به مليون ساكن يقطنون 672 حيا شعبيا الى غاية سنة 2004 فضلا عن اقرار تطهير 28 حيا محيطا بتونس الكبرى و14 ولاية اخرى. ويمثل البرنامج اطارا متكاملا تتفاعل ضمنه هياكل الدولة والمجتمع المدني وسكان الاحياء لتنفيذ مختلف مكوناته وخاصة في ما يتعلق بالانشطة المنتجة حيث تم الى نوفمبر 2009 احداث 4156 مشروعا اى ما يمثل نحو 80 بالمائة من عدد المشاريع المبرمجة. ويتركز الاهتمام على تامين الاحاطة بباعثي المشاريع بهذه الاحياء بما يضمن استمرارها ومتابعة بعض الانشطة المنتجة التي أظهرت اشكاليات اضافة الى العمل على تسهيل عملية تشخيص الباعثين المؤهلين لاحداث المشاريع للحساب الخاص وتحديد الانشطة المجددة التي تتماشى مع خصوصية هذه المناطق. وقد تركت مختلف تدخلات البرنامج افضل الانطباعات في الاوساط المستهدفة واذكت روح التازر والتاخي بين التونسيين لا سيما بفضل مساهمات صندوق 26/26 وما حققته من مشاريع ناجحة شملت جميع المجالات وساعدت علي تحسين ظروف عيش المواطنين وتامين اوفى مقومات الكرامة لهم.