تونس (وات) - أكد رئيس الحكومة المؤقتة، حمادي الجبالي أن ثورة الحرية والكرامة وضعت تونس "في قلب اهتمام العالم" معربا عن اليقين بأن الشعب التونسي "سيحقق آمال أصدقائه ويخيب ظن أعداء الثورة" الذين وسمهم ب"أصحاب الذاكرة الضعيفة". وشدد في كلمة بمناسبة الاحتفال بالذكرى 56 لعيد الاستقلال، على أهمية أن يشعر كل فرد من أبناء الشعب التونسي بأنه "مسؤول عن مصير بلاده ووطنه" مؤكدا أن تونس بأمس الحاجة اليوم إلى تلك الروح الوثابة التي حقق بها التونسيون مكسب الاستقلال و"معجزة ثورة الحرية والكرامة" من أجل "مواجهة الصعاب والتحديات الاقتصادية والاجتماعية القائمة. ولاحظ الجبالي في هذه الكلمة التي تم بثها مساء الاثنين عبر وسائل الاعلام الوطنية المرئية والمسموعة، أن التحديات الجسام المطروحة تتطلب من الحكومة ومن كل فرد في الشعب التونسي "جهدا خارقا لم يعد بالإمكان تأجيله ولا التراخي فيه"، مضيفا "هذا هو الوقت الذي نرسي فيه أسس ودعائم دولة التنمية والرخاء التي تزدهر فيها الأعمال والتجارة وتحفظ فيها كرامة الإنسان". من ناحية أخرى أكد رئيس الحكومة على ضرورة أن "يرتفع دستور لثورة، بهوية البلاد ونظامها الجمهوري الديمقراطي ورموزها الوطنية فوق الخلافات والتجاذبات الحزبية والإيديولوجية "مؤكدا أن المسؤولية الكبرى في تحقيق هذا المسعى" ، تقع على عاتق الأغلبية في أن تصمد أمام إغراءات كثرة العدد فتبسط للأقليات جناح التواضع والنظر إلى المصلحة العليا للوطن"، حسب تعبيره. وتابع في نفس المعنى يقول "يهمنا أن نستذكر ذلك ونحن بصدد إعادة تأسيس الدولة التونسية من خلال كتابة دستور جديد فنضع نصب أعيننا إيفاء الشركاء في شرعية الثورة، حقهم في الدولة المنبثقة عنها، دون إعادة السيرة الأولى في استئثار طرف واحد بهذه الشرعية، من خلال فرض اختيارات في الدستور لا تحظى بإجماع واسع أو تثير فريقا من الشعب ضد الآخر". إلى ذلك قال حمادي الجبالي إن حكومته التي استلمت مهامها في "ظروف صعبة" تبذل كل ما في وسعها من أجل الإيفاء بما وعدت به الشعب وتحقيق المطالب والشعارات الاجتماعية والاقتصادية التي هي أصل الثورة ومنها محاربة الفقر والحد من البطالة والعدل في التنمية الجهوية ودعم المقدرة الشرائية للمواطن. وأعلن أنه سيعرض على الشعب التونسي، خلال أيام، قانون المالية التكميلي الذي يحوي ميزانية للدولة، التي قال إن "الحكومة اجتهدت كي تعكس تطلعات تونسالجديدة وتعطي الأولوية في الموارد للاعتماد على الذات أكثر ما يمكن وتسعى قدر المستطاع للتقليص من اعتمادات المديونية الخارجية". وقال الجبالي إن حكومته لا تنظر إلى أوضاع العمال والطبقة الشغيلة والمواطنين "بعين الخصم والمفاوض بل بعين الشراكة في حب هذه البلاد وخدمتها وخدمة عمالها والارتقاء بأوضاعهم المادية وبظروف العمل"، وفاء لما بذلوه من تضحيات في تحرير وبناء الوطن وتحقيق الثورة.