اعتزاز بإجماع الشعب التونسي بمختلف فئاته وأجياله حول الرئيس زين العابدين بن على تونس 16 جانفي 2010 (وات) - انطلقت يوم السبت بدار التجمع الدستورى الديمقراطي أشغال اللجنة المركزية للتجمع في دورتها العادية الثانية بدعوة من الرئيس زين العابدين بن علي لتتواصل على امتداد ثلاثة ايام. وبتكليف من سيادة الرئيس تولى السيد محمد الغنوشي نائب رئيس التجمع الوزير الاول افتتاح اشغال هذه الدورة بكلمة اكد فيها ما تكتسيه اشغال هذه الدورة من اهمية بالغة باعتبارها اول اجتماع للجنة المركزية بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية. وبين ان هذه الانتخابات دارت في اجواء مميزة قوامها الشفافية والتنافس النزيه والالتزام بمقتضيات القانون وتامين احترام ارادة الناخبين والناخبات معربا عن الاعتزاز بما ابرزه هذا الاستحقاق الانتخابي مجددا من اجماع الشعب التونسي بمختلف فئاته واجياله حول الرئيس زين العابدين بن على باعتباره خيار الحاضر والمستقبل والاقدر على مواصلة قيادة تونس على درب الازدهار والتقدم. كما عبر عن الاعتزاز بما حققته قائمات التجمع الدستورى الديمقراطى في الانتخابات التشريعية من فوز باهر في كافة الدوائر بما يبرهن على المكانة الريادية التي يحظى بها التجمع بوصفه حزبا جماهيريا يتفاعل مع مشاغل المواطنين. ونوه السيد محمد الغنوشي بالمناسبة بما اضطلع به مناضلو التجمع وفي مقدمتهم اعضاء اللجنة المركزية من دور كبير في انجاح الحملة الانتخابية من خلال المشاركة في اللقاءات الفكرية والتعريف بنشاط التجمع وتحليل ابعاد البرنامج الانتخابي لسيادة الرئيس بما ساهم في انجاح هذا الموعد السياسي الهام الذى مثل بداية مرحلة جديدة باهداف نوعية رسم ملامحها البرنامج الرئاسي للخماسية القادمة 2009 / 2014. واستعرض ابرز ما يميز هذا البرنامج الرئاسي الذى سيكون المحور الاساسي لاشغال الدورة الحالية للجنة المركزية على غرار البرامج الرئاسية السابقة من ابتعاد عن لغة الشعارات وتركيز على اهداف محددة وتوجهات عملية وفق رزنامة عمل دقيقة وتوجهات تجمع بين الواقعية والطموح. وفي ما يتعلق بالواقعية بين نائب رئيس التجمع ان البرنامج سينطلق من خصوصيات البلاد وامكانياتها الذاتية مع اخذ التحولات في الاعتبار ومراعاة خصائص الظرف العالمي وضغوطاته في حين يتمثل الطموح في المراهنة على ذكاء التونسيين والتونسيات وعلى قدرتهم على الابداع والاضافة وفي ضبط اهداف نوعية وكمية ترتقى بالبلاد اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا الى مرتبة متقدمة. نحو إحداث 425 ألف موطن شغل قبل موفى سنة 2014 واكد ان غاية البرنامج هى الانسان الذى كان دوما في صدارة اولويات الرئيس زين العابدين بن على مشيرا الى ان هذا الهاجس يتجلى في كافة محاور البرنامج الاربعة والعشرين والذى يبرز بالخصوص من خلال تعزيز مشاركة المواطن في الحياة العامة وتدعيم صيانة حقوق الانسان وتوسيع فضاءات الحوار ومجالات التطوع الى جانب مواصلة ايلاء التشغيل اولوية مطلقة باعتباره مقوما اساسيا من مقومات كرامة الانسان ولدوره الجوهرى في تحسين الدخل ودفع النمو. واوضح ان الهدف المنشود يتمثل في احداث 425 الف موطن شغل بما يمكن من تغطية كامل طلبات الشغل وتقليص نسبة البطالة بنقطة ونصف فضلا عن التعهد بان لا تكون اسرة واحدة دون مورد رزق او شغل لاحد افرادها على الاقل قبل موفى سنة 2014. كما ير مي الى الارتقاء بالدخل الفردى من 5000 الى 7000 دينار وتعميم التغطية الاجتماعية وتدعيم نسبة العائلات المالكة لمسكن الى جانب النزول بنسبة الفقر الى المستوى الادنى المتعارف عليه دوليا وارساء منظومة صحية متطورة وتدعيم جودة الحياة في المدن والقرى والارياف ودعم سياسة التحويلات الاجتماعية. وأشار السيد محمد الغنوشي الى أهمية الاهداف التي تم رسمها للارتقاء بالتونسيين والتونسيات في مختلف المجالات السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مما يعزز مقومات الكرامة للجميع دون استثناء في اطار مجتمع التوازن والتماسك والتضامن بين الافراد والفئات ملاحظا أن من أهم خاصيات البرنامج الرئاسي تناسق الاهداف وتكامل الابعاد والتوجهات. وأضاف أن خلفية الاصلاحات والبرامج الذى تضمنها البرنامج الرئاسي تتمثل في ملاءمة المنظومات التشريعية والمؤسساتية والخدماتية مع مثيلاتها في البلدان المتقدمة مشيرا الى أن هذا التمشي عكسته مختلف أبواب البرنامج الرئاسي. حرص على تحقيق التلاقي مع البلدان المتقدمة وأوضح نائب رئيس التجمع أن هذا البرنامج تضمن في مستوى الاطار التشريعي اصلاح المنظومة الجبائية بهدف التخفيف من الاعباء التي تتحملها المؤسسة واصلاح المنظومة التحفيزية لدفع الاستثمار في مناطق التنمية الجهوية وفي المشاريع ذات المحتوى التكنولوجي العالي وفي القطاعات الواعدة التي تفتح افاق تشغيل لحاملي الشهادات العليا الى جانب مراجعة نظام الصرف بهدف بلوغ التحويل الكامل للدينار. وأفاد أن البرنامج المستقبلي /معا لرفع التحديات/ تضمن في مستوى الاطار المؤساتي دعم هيكلة البنوك العمومية باحداث قطب بنكي عمومي بهدف ضبط استراتيجية متكاملة لتدخلها في تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة واحداث مصرف تونس الخارجي فضلا عن احداث هيئة عليا للتقويم والارتقاء بالادارة الالكترونية واحداث وكالة للاقتصاد الرقمي. وبين السيد محمد الغنوشي أن الحرص على تحقيق التلاقي مع البلدان المتقدمة يبرز كذلك في مستوى تنمية الموارد البشرية من خلال تطوير التكوين في القطاعات الجديدة الواعدة وتحديث مراكز التكوين والتدريب وتحسين جودة التعليم العالي والارتقاء به الى مستوى المواصفات العالمية الى جانب تخصيص 5ر1 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي للبحث العلمي والتكنولوجيا والرفع في نسبة خريجي الهندسة الحاصلين على شهادات من قبل موءسسات عالمية مختصة الى 50 بالمائة في أفق سنة 2014 كذلك تعزيز نسبة الشهادات المزدوجة بين الموءسسات الجامعية ونظيراتها في الدول المتقدمة. وأكد أن الحرص على بلوغ درجة البلدان المتقدمة يتجلى أيضا في تطوير البنية الاساسية للارتقاء بها الى المواصفات العالمية من خلال بلوغ 1500 كلم من الطرقات السيارة في موفى العشرية القادمة وتطوير النقل الحديدى وكذلك دخول 3 مناطق لوجستية طور النشاط مع موفى 2014 واقامة مناطق تكنولوجية على امتداد 1000 هكتار لاستقطاب الاستثمارات في الانشطة ذات القيمة التكنولوجية فضلا عن رفع سعة الربط في مجال البنية التحتية الاتصالية الى 100 جيغابيت في الثانية سنة 2014 وبلوغ مليون مشترك جديد في شبكة الانترنات ذات التدفق العالي. وبعد أن أبرز مدى تناسق هذه الاهداف والتوجهات والبرامج ودورها في تحقيق النقلة النوعية المنشودة للبلاد لاحظ نائب رئيس التجمع أنها أهداف وتوجهات طموحة تنطوى على عديد التحديات باعتبار ما يتسم به الميحط العالمي من صعوبات وتقلبات رغم بداية الانتعاشة التي سجلت فى الاشهر الاخيرة. العمل على التعريف بالبرنامج الرئاسي "معا لرفع التحديات" وتجسيم أهدافه وتطرق نائب رئيس التجمع من جهة أخرى الى الدلالات التي ينطوى عليها وضع البرنامج الرئاسي تحت شعار /معا لرفع التحديات/ حيث يجسد مراهنة الرئيس زين العابدين بن علي على تظافر جهود كافة التونسيين والتونسيات من كل الاجيال والفئات والجهات دون استثناء أو اقصاء من أجل رفع تحديات المستقبل. ولاحظ في هذا الصدد أن عبارة /معا/ تختزل في العمق الرهان على الجميع على الذكاء الجماعي لكل التونسيين والتونسيات والرهان على انخراط كل القوى الحية في البلاد وفي مقدمتها التجمع الدستورى الديمقراطي في مسار تعزيز حركية التطوير والتحديث ومواصلة مسيرة البناء والانجاز في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمضي قدما في اتجاه بلوغ أعلى مراتب التقدم. وأكد أنه لا خيار أمام التونسيين سوى التعويل على قدراتهم الذاتية واستنهاض الهمم وتحفيز عقلية المبادرة وترسيخ ثقافة العمل والكد والنهوض بالانتاجية وتعزيز مناخ الوفاق والسلم الاجتماعية معربا عن التطلع الى أن تسهم هذه الدورة لللجنة المركزية من خلال المحاضرات والمداخلات والمناقشات في الالمام الكامل بمختلف مضامين وأبعاد البرنامج الرئاسي بما ييسر لاعضاء اللجنة التعريف بهذا البرنامج على أوسع نطاق وتعبئة الطاقات على كافة المستويات لتجسيم أهدافه وتوجهاته. الانتخابات البلدية مناسبة متميزة لترسيخ الديمقراطية المحلية ولدى تطرقه الى الانتخابات البلدية القادمة بين السيد محمد الغنوشي أنها تمثل مناسبة متميزة لمزيد التعريف بمضامين وأهداف وأبعاد البرنامج الرئاسي وخاصة ما يتعلق منها بترسيخ الديمقراطية المحلية وتدعيم وتعصير المرافق الاساسية والنهوض بالاحياء الشعبية وتعزيز مجهود جمالية المدن والتجمعات السكنية ودعم حماية البيئة وتوازن المحيط وتحسين جودة الحياة. واعتبر أن رصيد التجمع الدستورى الديمقراطي وثراء مرجعيته الفكرية والسياسية ووضوح وشمولية وتكامل توجهاته المستمدة من خيارات رئيسه ولوائح مؤتمراته تمثل خير زاد لاعضاء اللجنة المركزية ولكافة مناضلي التجمع لخوض غمار المرحلة الجديدة بأوفر حظوظ النجاح وللقيام بدورهم في التبليغ والاستقطاب والعبئة والتفاعل مع مشاغل مختلف الفئات وتجذير عقلية المغالبة وتعميق الوعى بمتطلبات المرحلة ورهاناتها. وقال نائب رئيس التجمع "مثلما توفقنا في تجسيم الاهداف التى تضمنها البرنامج الرئاسي للخماسية المنقضية 2004/2009 رغم دقة الظرف الاقتصادى العالمي وما شهده من تقلبات خاصة في ضوء الارتفاع الحاد لاسعار المحروقات والمواد الاساسية في الاسواق العالمية واحتداد المنافسة فان العزم قوى والارادة راسخة من أجل الايفاء بالتعهدات التي تضمنها البرنامج الرئاسي للخماسية 2009/2014 وتجسيم كافة أهدافه". وشدد على أن التونسيين يستمدون الثقة والارادة من رصيد المكاسب المسجلة التي هي ثمرة جهد دوءوب على امتداد عقدين من الاصلاح والتطوير ومن روءية سيادة الرئيس الثاقبة وخياراته التي أثبتت الايام والاحداث سدادها وكذلك من عزيمة النخب والكفاءات الوطنية ومن المراهنة على قدرة التونسيين والتونسيات على الاضافة والابتكار والتفاعل الخلاق مع التحولات. وأكد السيد محمد الغنوشي في ختام كلمته التعويل على اطارات التجمع ومناضليه وخاصة منهم أعضاء اللجنة المركزية لتكثيف العمل الميداني وتعزيز الصلة بالقواعد والمواطنين من مختلف الفئات والجهات للتحسيس بالرهانات المطروحة وتعزيز الارضية الملائمة لتحقيق الاهداف المرسومة.