لوبانغو 20 جانفي 2010 (من مبعوث وات جمال خضري) يخوض المنتخبان التونسي والكاميروني يوم الخميس بمدينة لوبانغو مباراة في غاية الاهمية رهانها الترشح الى الدور ربع النهائي لكأس افريقيا للأمم (انغولا 2010). وبالنظر الى ترتيب المجموعة الرابعة في اعقاب الجولة الثانية فان المنتخب التونسي صاحب المركز الثالث بنقطتين سيكون امام حتمية الانتصار لمواصلة المشوار بينما قد يكفي التعادل المنتخب الكاميروني الذى يحتل المركز الثاني ب3 نقاط للمرور الى الدور الثاني. وبغض النظر عن وضعية المنتخبين في هذه المجموعة فان العديد من الملاحظين يرجحون كفة منتخب "الاسود غير المروضة" الذي تمكن بعد بداية صعبة انهزم خلالها امام الغابون (صفر/1) من التدارك في الجولة الثانية بتفوقه على زمبيا (3-2) باعتبار ثراء رصيده البشري وامتلاكه للاعبين قادرين على صنع الفارق في اى لحظة على غرار القناص سامويل ايتو لاعب انتر ميلان ومحمدو ادريسو لاعب فرايبورغ. وفي المقابل فإن المنتخب التونسي الذي اكتفى بتعادلين في الجولتين الاوليين مع زمبيا /1/1/ ومع الغابون /صفر/صفر/ يضم في صفوفه عدة عناصر شابة تشارك لاول مرة في النهائيات القارية وتنقصها خبرة هذه المواعيد الهامة فضلا عن كونه سيكون محروما من خدمات صانع العابه اسامة الدراجي ويوسف المساكني بداعي الاصابة. ويعم التفاؤل أجواء المنتخب التونسي الذي أجرى حصته التدريبية يوم الثلاثاء بحضور عدد من المشجعين التونسيين الذين قدموا الاحد الماضي على متن طائرة خاصة من تونس وقد حرصوا على مواكبة كامل هذه الحصة التدريبية على الرغم من انها كانت مقررة دون حضور الجمهور. وتركت هذه الحركة صدى ايجابيا لدى الاطار الفني واللاعبين الذين شحذتهم اهازيج الجمهور ومنحتهم مزيدا من الحماس. وعلى ضوء الحصة التدريبية ليوم الثلاثاء ينتظر ان يعول المدرب فوزى البنزرتي على خالد السويسي في خطة ظهير ايمن عوضا عن سهيل بالراضية المعاقب بسبب الانذار الثاني فيما ستحافظ بقية العناصر على مراكزها في الخط الخلفي وذلك بالاعتماد على ايمن المثلوثي في حراسة المرمى وكريم حقي وعمار الجمل في المحور على ان يتولى ياسين الميكارى الاضطلاع بخطة ظهير أيسر. وفي وسط الميدان سيواصل حسين الراقد وخالد القربي مهمتهما على المستوى الدفاعي في حين ستسند مهام التنشيط الهجومي الى كل من زهير الذوادي وعصام جمعة وشوقي بن سعادة الذى يبدو الاقرب لتعويض المساكني المصاب على ان يلعب امين الشرميطي رأس حربة. وسيستغل البنزرتي الحصة التدريبية التي سيجريها الفريق مساء الأربعاء لوضع اللمسات الاخيرة على الرسوم التكتيكية والتشكيلة الاساسية التي ستواجه المنتخب الكاميروني. وسيلعب المنتخب التونسي غدا بطريقة تكتيكية قوامها /4-2-3-1/ ترتكز أساسا على تعبئة خط الوسط لاحكام الربط بين الدفاع والهجوم على امل ان ياتي هذا التوجه أكله ويكون ناجعا. وإذا تعتبر وضعية المنتخبين الكاميروني والغابوني افضل نسبيا للترشح الى الدور ربع النهائي فان كل الاحتمالات تبقى جائزة في هذه المجموعة. ويدخل المنتخب الكاميروني هذه المباراة بكل ثقة في النفس خاصة بعد فوزه الهام في الجولة السابقة على نظيره الزامبي فيما سيسعى المنتخب التونسي إلى تحقيق الانجاز أمام زملاء ريغوبار سونغ الذين ازاحوا منتخب نسور قرطاج في دورة 2008 في محطة الدور ربع النهائي بنتيجة (3-2) بعد تمديد الوقت. ويرافق المنتخب التونسي اكثر من تساؤل في هذه المباراة بالنظر إلى الأداء غير المقنع الذي قدمه في الجولتين السابقتين خاصة على المستوى الهجومي أمام منافس يعتبر من أقوى المنتخبات في القارة الافريقية ويملك في سجله اربع تتويجات قارية ومتأهل إلى مونديال 2010. وسيحاول المنتخب التونسي تكذيب التكهنات المسبقة مراهنا في ذلك على عناصره الشابة التي يشارك عدد منها لأول مرة في النهائيات القارية. ورغم ان المهمة تبدو صعبة فانها تبقى غير مستحيلة شريطة التحلى بالتركيز واللعب بروح انتصارية عالية. وفي ما يتعلق بالمقابلة الاخرى ضمن المجموعة ذاتها المقررة في بينغيلا فان لاعبي زامبيا سيدخلون المباراة بمعنويات مهزوزة بعد هزيمتهم القاسية امام الكاميرون وهم مطالبون ببذل اقصى ما في وسعهم في مباراة الغابون من اجل قلب المعطيات وانتزاع بطاقة العبور الى دور الثمانية. وقد يعرف منتخب "شيبولوبولو" نفس مصير دورة (غانا 2008) عندما انسحب من الدور الأول.