قبلي (وات) - أجبرت مجموعة من المحتجين بالساحة الداخلية بولاية قبلي صباح الجمعة والي الجهة على مغادرة المقر على خلفية ما اعتبروه "عدم تنفيذ السلط الجهوية لقرار إزالة غراسات للنخيل ببعض الأراضي الاشتراكية التي استحوذ عليها عدد من أهالي الجهة دون وجه حق" وفق ما أكده مصدر عسكري لمراسل "وات" بالجهة. وأكد والي قبلي صالح السبعي، في محاولة للتحاور مع هؤلاء الشباب بالباب الرئيسي للولاية وتحت حماية عناصر من الجيش الوطني انه "أمضى قرار إزالة الغراسات وان القانون يمنح السلط أجل أقصاه أسبوع لتنفيذ هذا القرار". ورغم محاولات الوالي تهدئة الأجواء إلا أن المحتجين واصلوا مطالبته بالتنحي معتبرين انه "لم ينجح في مهامه التنموية" وانه السبب في "جعل ولاية قبلي لا تحضى بنصيبها من الرقي الاقتصادي والتشغيل وبعث المشاريع التي من شأنها ان تجعل من الجهة قطبا فاعلا في الاقتصاد الوطني" على حد قولهم. كما طالب المحتجون الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقبلي البشير عبيد بتنظيم إضراب عام يشمل كافة المؤسسات العمومية والخاصة يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين للفت أنظار الحكومة إلى "التهميش الذي تعاني منه الجهة" على حد قولهم. ومن ناحية أخرى نظم إطارات وموظفو الولاية وقفة احتجاجية بالتزامن مع هذه الحركة للمطالبة بتوفير الظروف الأمنية والإدارية الملائمة للعمل. يشار إلى أن مدينة قبلي عاشت طيلة يوم أمس الخميس وليلة البارحة أعمال عنف خلفت خسائر مادية طالت الممتلكات العامة والخاصة حيث أقدمت مجموعات المحتجين على تحطيم الواجهات البلورية للولاية وإحراق معدات بغرفة الحراسة وإحراق عدد من الإطارات المطاطية أمام وبساحة المقر إضافة إلى تحطيم محل تجاري والاعتداء على صاحبه بالعنف وتهشيم زجاج عدد من السيارات. وتعود أسباب هذه الاضطرابات التي شهدتها الجهة بداية من صباح الأربعاء الماضي إلى احتجاج عدد من الشباب على إقدام عدد من "أثرياء الجهة على حيازة مساحات شاسعة من الأراضي الاشتراكية على مستوى مفترق بأزمة عند الطريق الرابطة بين مدينتي قبلي ودوز واستغلالها فلاحيا" على حد قولهم مشيرين إلى أن من شأن ذلك ان "يحرم شباب الجهة من التمتع بمقاسم فلاحية في صورة توجهت السلط إلى استغلال مثل هذه الأراضي". وتصاعدت حدة الاحتجاجات صباح الخميس حيث أقدم هؤلاء الشباب على غلق الطريق على مستوى مفترق بأزمة عند الطريق الرابطة بين قبلي ودوز وقطع الطريق الوطنية الرابطة بين قبلي وقابس على مستوى مفترق استفطيمي لتتصاعد حدة التوتر بين المحتجين ومتساكني عدد من قرى منطقة البحاير الواقعة في الطرف الشمالي لولاية قبلي وتتحول إلى تبادل للعنف باستعمال العصي والقضبان الحديدية والحجارة مما خلف إصابات متفاوتة لدى ستة شبان ولدى رجل أمن حاول فض النزاع.