تونس 22 جانفي 2010 (وات) تم اليوم الجمعة خلال موكب خاشع انتظم بمقبرة الجلاز بالعاصمة تشييع جثمان فقيد العائلة الوطنية الهادى العنابي الى مثواه الاخير وذلك بحضور جمع من الشخصيات الوطنية والدبلوماسية يتقدمهم وزير الشؤون الخارجية السيد كمال مرجان الى جانب أسرة وأقارب الفقيد. وبتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي تولى وزير الشؤون الخارجية تأبين الفقيد بكلمة قال فيها بالخصوص «بقلوب حزينة موءمنة بقضاء الله وقدره نودع اليوم أخا غاليا وصديقا وفيا وزميلا دبلوماسيا ناجحا نودع أحد أبناء تونس المخلصين المتالقين الذين نشأوا على هذه الارض الطيبة ونهلوا من القيم الانسانية التي لا ينفذ رصيدها ولا ينضب معينها .. نقف لنودع فقيدنا المرحوم الهادى العنابي الذى غيبه الموت وهو في عز عطائه» وأضاف «رحل أثناء تأديته لرسالته النبيلة مبعوثا للامم المتحدة لتحقيق الاستقرار في هايتي التي أحبه أهلها كبيرا وصغيرا حكومة وشعبا كما قال رئيسها السيد روني بريفال الذى أكد أن فقدانه»خسارة كبرى للامم المتحدةولتونس ولجميع الهايتيين». واستعرض الوزير خصال المرحوم واسهاماته طيلة مسيرة حياته مؤكدا أنه أثبت خلال كل المهمات التي اضطلع بها سواء على الصعيد الوطني بوزارة الشوءون الخارجية أو الوزارة الاولى أو بوكالة تونس افريقيا للانباء أو على الصعيد الدولي منذ 1981 صلب منظمة الاممالمتحدة كفاءة عالية وحسا انسانيا مرهفا وشخصية مميزة هادئة في طباعها غزيرة في عطائها. كما ساهم من موقعه في تعزيز حضور تونس واشعاعها على الساحة الدولية. وأكد أن المرحوم كان «قدوة ونموذجا لكل من عاصروه وعرفوه مرنا في تعامله شجاعا في مواقفه دمثا في أخلاقه وسلوكه سخيا من دون حدود قائدا من دون تبجح جاعلا من التواضع رديفا للعظمة». ولاحظ السيد كمال مرجان أنه «بقدر ما خلفه فقدان المرحوم من أسى وحسرة في نفوسنا ستظل ذكراه خالدة في قلوبنا وقلوب من كان بالامس القريب يقف الى جانبهم للتخفيف من معاناتهم واعادة الطمأنينة والسكينة الى نفوسهم غير عابىء بالمخاطر وبالشدائد مهما عظمت واهبا نفسه لخدمة الانسان واشاعة قيم المحبة والتضامن والسلام في العالم فكان بحق /مواطن العالم/ مثلما أكد ذلك الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون الذى أوفد الى تونس نائبه السيد الان لوروا لمرافقة جثمان الفقيد». وأشار الوزير الى أن الفقيد الهادى العنابي عاد الى أرض أجداده بعد مسيرة ثرية شرف من خلالها وطنه وشعبه مؤكدا أنه عاد الى هذا الوطن ليحتضنه من جديد وأنه عاد اليه «معززا بسمعة دولية مشرفة وبما أحاطه به سيادة الرئيس زين العابدين بن علي من عناية وتكريم كابن من أبناء تونس البررة جلب لها التقدير ورفع رايتها عاليا. وهو الذى عرفه منذ السبعينات يساهم الى جانب الوزير الاول انذاك المرحوم الهادى نويرة في بناء الدولة التونسية الحديثة فقدره واحترمه». وأفاد الوزير أن سيادة الرئيس أسدى تعليماته لمندوب تونس الدائم لدى الاممالمتحدة «بالتوجه الى هايتي مع الامين العام للمنظمة الاممية للاشراف على نقل جثمان الفقيد الى نيويورك ومرافقته الى تونس وأذن بتكريمه كما يجب عند حلوله بأرض الوطن معتبرا اياه سفيرا استثنائيا فقدته تونس والدبلوماسية التونسية». واختتم السيد كمال مرجان كلمة التأبين بالترحم على الفقيد سائلا الله أن يتقبله في فسيح جنانه ويرزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان. وعلى اثر دفن جثمان الفقيد الطاهر قدم وزير الشؤون الخارجية الى أسرة المغفور له الهادى العنابي تعازى الرئيس زين العابدين بن علي ومواساته في هذا المصاب الجلل.