جربة (وات)/ روضة بوطار انطلقت ظهر يوم الاربعاء مراسم الزيارة السنوية لمعبد الغريبة لهذا العام بمنطقة الرياض بجزيرة جربة بعد أن احتجبت في السنة الماضية. ووصف يعقوب كوهين، وهو أحد أقدم متساكني جزيرة جربة من اليهود عودة موسم الغريبة ب//شجرة ماتت في السنة الماضية لتحيا وتورق وتزهر إعلانا لميلاد جديد//. ولئن تميزت هذه العودة باقبال متواضع لليهود لكن أجواء الفرح ملأت الفضاء وغمرت من حضر من اليهود من تونس ومن خارجها الذين مارسوا كل الطقوس في كنف الطمأنينة وسط حماية أمنية هامة. وأكد بيريس الطرابلسي، رئيس جمعية الغريبة ورئيس الطائفة اليهودية، على //نجاح زيارة الغريبة// مستبشرا //بمواسم قادمة واعدة وذات إقبال مهم//. وأضاف يقول //لا خوف في تونس.. إنها رسالة طمأنة ليهود العالم.. ولكل من فوت على نفسه فرصة المجيء بسبب خوف انتابه من إشاعات زائفة". وتابع بيريس //نحن كلنا ثقة في تونس// معبرا عن //فرحته العارمة بعودة الغريبة//. هذه الفرحة بالعودة بعد انقطاع كان له الأثر البالغ في نفوس كثيرين من اليهود، عبرت عنه إحدى اليهوديات صاحبة وكالة أسفار قادمة من فرنسا تعودت أن تجلب ألف زائر يهودي لكنها خيرت أن تأتي بمفردها هذه المرة، قائلة //فرحة كبرى أشعر بها وأنا أدخل هذا المكان المقدس الذي حرمت منه في السنة الماضية، الأمر الذي خلف لدي حزنا كبيرا.. وأنا أدعو يهود العالم إلى أن ينزعوا الخوف من نفوسهم وأن يسترجعوا ثقتهم في تونس لأن شعبها من أفضل شعوب العالم//، وفق تعبيرها. وأضافت تقول //سأزور عدة مدن تونسية لي فيها أصدقاء، دون تخوف.. فالأمن مستتب ولا مشاكل تطرح في تونس//. وحضر إحياء مراسم الغريبة اليهودية تونسيون من جزيرة جربة أرادوا مشاركة اليهود أفراحهم في رسالة قال البعض منهم في حديثهم مع مراسلة "وات" إنها //تأكيد على سماحة الدين الاسلامي الحنيف وعلى تفتحه وعلى ما يحمله من مبادئ التسامح وتعايش الأديان//. ولعل هذه الرسالة نفسها وجهها وفد وزارة الشؤون الدينية التي حضر ممثلون عنها لأول مرة زيارة الغريبة حيث أكد أعضاء الوفد في لقاء مع "وات" //حرص الوزارة على تكريس مبادئ الاسلام السمحة في احترام كل الأديان//.