قرطاج (وات) - أكد رئيس الجمهورية المؤقت منصف المرزوقي "ضرورة أن تشرع تونس وايطاليا في حوار بناء يشمل آليات التعاون الثنائي أخذا بعين الاعتبار متطلبات المرحلة الجديدة التي تعيشها تونس اقتصاديا واجتماعيا". وأضاف في كلمة له الاربعاء بمناسبة الزيارة الرسمية التي يؤديها الرئيس الايطالي جيوجيو نابوليتانو إلى تونس على مدى يومين، "يجب ان تكون الشراكة بين البلدين قائمة على أساس منطق يغلب مصلحة الطرفين ويخدم أهدافهما وبرامجهما التنموية والاقتصادية والاجتماعية وذلك عبر تشريك كل المؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في تنفيذ مشاريع تنموية في المناطق المهمشة ودفع التشغيل وتنشيط الاقتصاد حتى يتم ايقاف موجات هجرة الشباب الذي يجازف بحياته للوصول الى الضفة الشمالية للمتوسط". وابرز ما يمكن أن توفره مخلفات الازمة المالية العالمية على كل من الاقتصاد التونسي والايطالي "من فرص للتعاون والشراكة في مناطق من القارة الافريقية على غرار ليبيا والبلدان الافريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى" مؤكدا أهمية الاستفادة من الخاصيات التفاضلية التي يتميز بها اقتصادا البلدين في مجال اليد العاملة المختصة ومن الخبرة المكتسبة من قبل ايطاليا وتونس في مجال آليات التعاون الثلاثي. وشدد المرزوقي على أن "العلاقات بين تونس وايطاليا تتنزل في اطار تعاون وطيد صلب المؤسسات والتكتلات الاقليمية مثل الاتحاد من اجل المتوسط ومجموعة خمسة زائد خمسة والتي يتم فيها التركيز الآن على تنفيذ مشاريع جامعة ذات قيمة مضافة عالية" داعيا المسؤولين الايطاليين إلى "مزيد التنسيق مع نظرائهم التونسيين من اجل الاضطلاع بدور القاطرة صلب هذه المجموعة". كما أعرب عن اليقين بانه "بلا تبادل ثقافي ثري فان بحر المتوسط، بحر التلاقي، لا يمكن له ان يصبح فضاء سلام وازدهار". وأكد رئيس الجمهورية ان "الشعب التونسي، وبعد تحرره، يسير بخطى ثابتة نحو الديمقراطية وإرساء دولة القانون والمساواة في الفرص لكل التونسيين والتونسيات" ملاحظا ان الانتقال الديمقراطي الذي شرعت تونس فيه عقب انتخابات 23 اكتوبر الماضي "هو مسار تعلم يشمل كل المستويات". وقال في نفس السياق "انه من المسلم ان الانتقال من مرحلة الاستبداد الى الديمقراطية هو جهد حقيقي يتم بكل صبر وانفتاح ولكن خاصة بدعم الدول الصديقة ومنها ايطاليا التي تعد شريكا اساسيا لطالما اعتمدت عليها تونس". وبخصوص متانة العلاقات الثنائية "التي انبنت على امتداد عقود"على حد تعبيره، قال المرزوقي "إنها مكنت من تنفيذ عدة مشاريع تعاون شملت مجالات مختلفة لاسيما في الاقتصاد والمال والتعليم والثقافة والمجتمع" منوها ب"الدعم الايطالي لتونس لدى كل مؤسسات الاتحاد الاوروبي لكي تتبوأ مكانة الشريك المتميز".