تونس (وات)- تعمل "دار التونسي" المركز الثقافي والاجتماعي بروما(ايطاليا) على تقديم الإحاطة والخدمات اللازمة إلى التونسيين من المهاجرين غير الشرعيين القادمين من لامبادوزا. واستقبلت "دار التونسي" بروما، منذ ثورة 14 جانفي 2011 حوالي 120 مهاجرا تونسيا قادما من جزيرة لامبيدوزا لينتفعوا بخدماتها المتنوعة والمتمثلة أساسا في تقديم وجبات على مدار الأسبوع وتوفير وحدات صحية وأدواش بصفة مجانية ويومية، إلى جانب تمكين المصابين بمرض مزمن من الأدوية والإرشادات اللازمة واصطحاب الحالات الاستعجالية إلى المراكز الاستشفائية بروما. وتضع "دار التونسي" إطارا تربويا ايطاليا، على ذمة الوافدين الجدد لتعليمهم أبجديات اللغة الايطالية بما يمكنهم من الاندماج داخل المجتمع الايطالي ويسهل لهم الاتصال بمختلف الإدارات وخاصة المعنية بالهجرة. ويتم أيضا تخصيص لقاءات دورية مجانية للوافدين على المركز مع محام ايطالي مختص في قطاع الهجرة لمساعدتهم على حل المشاكل والصعوبات التي تعترضهم. ويساهم هذا المركز الثقافي والاجتماعي في تقديم المعلومات والمستجدات المتصلة بالوثائق والطرق القانونية للحصول على رخصة الإقامة والسكن والصحة والعمل، لاسيما من خلال توفير تقنيات المعلوماتية الحديثة للوافد التونسي لاستقاء معلومات جديدة والاتصال بعائلته. كما تقوم "دار التونسي" بروما بدور هام في معالجة الحالة النفسية للمهاجر غير الشرعي الذي غالبا ما تشهد اضطرابا بسبب مشاق رحلته من تونس إلى لامبادوزا، وذلك من خلال تنظيم لقاءات أسبوعية للتحاور معهم وطمأنتهم وتوفير سبل الراحة النفسية لهم. وتعاضد مجموعة من الجمعيات جهود "دار التونسي" بروما على غرار جمعية "عسلامة" وجسور تونس من خلال تقديم مساعدات في شكل ملابس وأدوية وذلك بالتنسيق مع الملحق الاجتماعي. وقامت دار التونسي بإعداد بنك للمعلومات الخاصة بالوافدين الجدد تتمثل في قائمة الأسماء وتاريخ القدوم إلى إيطاليا ورخص والحصول على الإقامة المؤقتة إضافة إلى الملاحظات التي تمكن من تقديم ما يحتاجونه من مساعدة أو خدمات. كما شرعت في إعداد "دليل المهاجر التونسي بايطاليا" في شكل كتيب يتضمن كل البنود القانونية وطرق الحصول على وثائق الإقامة والسكن والصحة والعمل والتعليم. وقد احتضن هذا المركز منذ بداية شهر ماي الجاري يوما مفتوحا بعنوان "يوم بلا حدود للوافدين الجدد" تضمن مسابقات وحصص ترفيهية وفكرية وفقرات للغناء التراثي التونسي وإلقاء قصائد شعرية وأمثال شعبية، إلى جانب مائدة مستديرة تحدث خلالها كل وافد جديد عن مراحل رحلته من تونس نحو لامبيدوزا وأسبابها وأثرها على عائلته بتونس ومخلفاتها على نفسيته. يذكر أن كتابة الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج بادرت منذ بداية سنة 2012 بتغيير تسمية فضاءات الأسرة بالخارج إلى "دار التونسي، المركز الاجتماعي الثقافي"، لتكون فضاء اجتماعيا وثقافيا وتربويا يجمع مختلف مكونات الجالية التونسية ويمكنها من النشاط مع تشريك المجتمع المدني وبإشراف ديوان التونسيين بالخارج. وسيتم قريبا فتح مقرات جديدة لدار التونسي بالمدن التي تتواجد بها الجالية التونسية بأوروبا وبعدد من البلدان العربية.