قفصة (وات)- اعتبر الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة، محمد الصغير ميراوي، أن زيارة رئيس الجمهورية المؤقت، محمد المنصف المرزوقي، للجهة يومي الخميس والجمعة "لا تعدو أن تكون زيارة للتعرف على مشاغل الجهة وللالتقاء بالمواطنين خاصة وان هذه الزيارة لم تجلب حلولا من شأنها أن تعالج المشاكل الحقيقية للجهة وخاصة في مجالي التنمية والتشغيل". وأضاف في اتصال هاتفي مع مراسلة وكالة تونس إفريقيا للأنباء "وات" بالجهة أن "رئيس الجمهورية لم يعلن في مختلف محطات زيارته للجهة عن أي قرار ملموس"، موضحا بخصوص قول رئيس الجمهورية انه "سيعمل من أجل أن تستفيد الجهة بنسبة لا تقل عن 20 بالمائة من عائدات مبيعات الفسفاط لفائدة التنمية بالجهة" ان "هذا المطلب رفعه من قبل مواطنون من الجهة كما طالب به الاتحاد الجهوي للشغل في مناسبات عديدة". من ناحيته، قال النقابي عدنان الحاجي أن "زيارة رئيس الجمهورية إلى الجهة والى الحوض المنجمي على وجه الخصوص لم تكن مثمرة ولم تحمل معها حلولا أو مقترحات لمشاغل متساكنيها الملحة"وهي تدخل، حسب تعبيره "في إطار الدعاية السياسية ولم يكن هدفها إيجاد حلول للمشاغل المطروحة". وكان رئيس الجمهورية المؤقت قد أوضح الخميس في طريقه من ام العرائس الى الرديف وأثناء لقاء صحفي قصير مع ممثلي أجهزة الإعلام المحلية والوطنية وفي رد على سؤال لمراسلة "وات" بقفصة حول "اعتبار البعض أن هذه الزيارة هي حملة انتخابية سابقة لأوانها" انه "ليس بصدد القيام بأي حملة انتخابية وانه يقوم بواجبه كرئيس دولة في الاتصال بمواطنيه". ولفت إلى مفارقة لخصها بقوله "في حال عدم قيامي بمثل هذه الزيارات سوف يقال ان في ذلك مواصلة لسياسة التهميش التي عاناها مواطنو هذه المناطق في السابق... وفي حال القيام بمثل هذه الزيارات يقال إن ذلك يدخل في باب الدعاية الانتخابية". وأشار عدنان الحاجي من جهة أخرى إلى انه"لا يجوز تنظيم زيارات لرئيس الجمهورية دون تنظيم وتنسيق مسبقين بين السلط الجهوية والمحلية والأطراف القادرة على إدارة الحوار والمعنية بالشأن الجهوي والمحلي" في إشارة منه إلى حالة الفوضى التي سادت خاصة زيارة رئيس الجمهورية إلى مدينة ام العرائس. وتعقيبا على الانتقادات التي رافقت هذه الزيارة، وعلى تصريحات ومواقف عدد من أطراف المجتمع المدني بولاية قفصة، أفادت دائرة الإعلام والاتصال برئاسة الجمهورية، أن فعاليات زيارة رئيس الجمهورية إلى ولاية قفصة ومعتمدياتها "اتسمت بالتنوع والعفوية في جو ساده التعطش إلى الحوار والتعبير عن آلام كبتت لعقود". وأشارت الرئاسة في بلاغ توضيحي تلقت "وات" نسخة منه، إلى أن الاجتماعات الشعبية التي عقدت في إطار هذه الزيارة والتي تمت "في إطار الحرية والتلقائية.. إنما تعبر عن حميمية العلاقة بين رئيس الجمهورية ومنطقة قفصة" والحوض المنجمي التي مهدت انتفاضة أبنائها سنة 2008 ضد سياسة القمع والتهميش التي انتهجها النظام البائد، لثورة 14 جانفي. وأضاف نص البلاغ أن حديث بعض الأصوات عن "حملة انتخابية" "لن يمنع رئيس الجمهورية من أداء واجبه في زيارة هذه المناطق المهمشة والمتعطشة للتواصل مع الدولة"، مشيرا إلى أن "الزيارة تتنزل في إطار طمأنة هذه الجهات ان الدولة تولي قصارى اهتمامها لانصاف المناطق المنسية". ودعا البلاغ "المتساكنين إلى التكاتف والتعاون مع المسؤولين المحليين لاستعادة الأمن والاستقرار وتوفير ظروف عودة الاستثمار". هذا ولم يتسن لمراسلة "وات" الاتصال بوالي الجهة، ابراهيم الحمداوي للتعليق حول ما ساد زيارة رئيس الجمهورية المؤقت لمدينة أم العرائس من فوضى وحول ما اعتبره البعض عدم تنسيق من السلطات المحلية والجهوية مع الأطراف المعنية بإدارة الحوار مع رئيس الجمهورية.