سوسة (وات) - أكدت رئيسة مركز تونس للعدالة الانتقالية سهام بن سدرين، ما يتطلبه استحقاق العدالة الانتقالية من اجماع "باعتباره تمشيا، ضروريا في هذه المرحلة التي تمر بها تونس، يقوم أولا على المساءلة فالمحاسبة ثم المصالحة" حسب تقديرها. ودعت، خلال مشاركتها مساء السبت في الندوة التي نظمتها جامعة سوسة (وسط شرقي) لحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات حول "العدالة الانتقالية بين المحاسبة والمصالحة"، إلى ضرورة معرفة الحقيقة حول التجاوزات وانتهاكات حقوق الإنسان في عهد النظام السابق من خلال فتح الأرشيف الوطني أمام الباحثين والحقوقيين. واقترحت في هذا الإطار، إحداث معهد للذاكرة الوطنية يجمع فيه كامل أرشيف النظام السابق واتاحة الفرصة للمختصين والباحثين لدراسته ومعالجته لكشف حقائق التجاوزات التي عانى منها الشعب التونسي لعقود طويلة. وبينت بن سدرين أن جمعيات المجتمع المدني رفعت، منذ شهر افريل 2012، توصيات الى وزارة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية، أكدت فيها ضرورة إحداث هيئة مستقلة تتولى الإشراف على مختلف مراحل مسار العدالة الانتقالية. وطالبت التوصيات ايضا الحكومة المؤقتة برفع يدها عن هذا الملف والاستئناس بتجارب دولية ناجحة في مجال العدالة الانتقالية فضلا عن محاسبة الفاسدين والتعويض لجرحى الثورة والمناضلين المضطهدين خلال حقبة النظام السابق. وأشار عضو المرصد الوطني لاستقلال القضاء فيصل منصر، من جهته، إلى أن إصلاح المنظومة القضائية وتطهيرها من رموز الفساد، هي السبيل الوحيد حتى تكون المحاسبة في أيادي أمينة. واوضح أن استعادة ثقة المواطنين في القضاء تستدعي كشف الحقيقة كاملة ومحاسبة كل من يثبت تورطه في اطار عادل وشفاف ودون تشفي. ودعا إلى التعجيل بإحداث الهيكل الذي ستوكل إليه مهمة تطهير المنظومة القضائية من الفاسدين معبرا في ذات السياق، عن "رفض القضاة من حيث المبدأ لنهج الإعفاء الذي توخته وزارة العدل مؤخرا". وتوجه وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج خليل الزاوية تعقيبا على تدخلات المشاركين في الندوة، بنداء الى مكونات المجتمع المدني حتى تساعد الحكومة المؤقتة على الإسراع في ضبط مقومات العدالة الانتقالية ووضع إطارها القانوني. ولاحظ الزاوية وجود اختلاف في الرؤى والتصورات بشأن مفهوم العدالة الانتقالية مبينا "أن كثيرا من النخب تتصور أن إرساء آليات العدالة الانتقالية يعني البدء بالمحاسبة فورا في حين أن الأمر يجب ان يبنى على أسس سليمة ويمر بعدة مراحل قبل الوصول الى المحاسبة".