تونس 30 جانفي 2010 (وات) كان لجمهور مهرجان الضحك في دورته الرابعة والوافد بكثافة امس على قاعة الفن الرابع بالعاصمة سهرة مع نوع فني حديث لفن قد لا يعتبر اضحاكا بقدر ما هو رقص بالكلمات على ايقاع الحياة وهو فن السلام الذى ينفرد الفنان الشاب حاتم القروي وفرقته الموسيقية بتقديمه محليا بعد ان عرف منذ منتصف الثمانينات انتشارا في امريكا ثم في القارة الاوروبية. وفن السلام الذى عرف ميلاده مع الامريكي مارك سميث يعبر عن الواقع بأسلوب نقدي هزلي يلتقي مع فن الهيب هوب في اتجاهه الساخر وهو ما جعل فن السلام تجسيدا للديمقراطية في الشعر لما يتيحه من فرصة للتعبير من دون قيود شعرية . وفيا لأصول هذا النوع الفني لم يحد حاتم القروي في عرضه "سلام عليكم" عن مكونات السلام حيث يوحي عنوانه بمضمون العمل وبلغته ويرتكز على نصوص ذات مواضيع مختلفة يعد الواقع المعيش محورها الأساسي فتعزف الفرقة الموسيقية المصاحبة للسلامور التونسي على آلات غربية موسيقى الجاز بالاساس. حاتم القروي تميز على الركح بحضور قوي تجسده مواهبه التمثيلية حيث يعبر عن مضمون النصوص التي يلقيها باسلوب متميز وبحركات تعبيرية موزعة على قسمات وجهه وعلى تحركات جسده يمينا وشمالا الى جانب تفاعله مع فرقته الموسيقية ولا سيما عازف القيثار مهدي. ويفسر هذا الحضور الركحي بانتماء القروي لمدرسة توفيق الجبالي المسرحية حيث شارك في عدد من الاعمال لمجموعة التياترو. أقدم قصة حب في التاريخ و أقرب دولة في تقريب السماء للارض و اللغة العربية و العلم في الراس وغيرها من النصوص التي لا تتجاوز الثلاثة دقائق كما تنص عليه قوانين فن السلام تفاعل معها الجمهور الحاضر بالضحك والتصفيق أحيانا وبالتساؤل احيانا اخرى عما يقصد حاتم القروى من خلال غمزه بالكلمات التي وجد فيها جراة غير عادية و طرافة من نوع خاص. مهرجان الضحك في دورته الرابعة اكد نضج اختياراته الفنية وابرز تفتحه على كل انواع الضحك فكان له الفضل في تقديم نمط فني جديد قد يعرف انتشارا محليا كبيرا مثلما يعرفه في بقية انحاء العالم.