باريس (وات) أكد السيد المنصف المرزوقي رئيس الدولة المؤقت الثلاثاء خلال ندوة صحفية مشتركة في قصر الاليزي بباريس مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان العلاقات التونسية الفرنسية ستتحسن أكثر خلال الفترة المقبلة قائلا "الصفحة طويت والحكومة الفرنسية الحالية لا تتحمل مسؤولية الحكومات التي سبقتها". واستعرض الرئيسان العديد من المواضيع التي تم التطرق إليها خلال اللقاء الذي جمعهما الثلاثاء بالاليزي وخاصة مسألة الديون التونسية لدى فرنسا حيث أكدا حرصهما على بحث آلية مناسبة لتحويلها إلى مشاريع تنموية وإحكام توظيفها لهذا الغرض. وأبرزا الإرادة المشتركة التي تحدو البلدين لمزيد تنمية التعاون الثنائي في العديد من المجالات وتكثيف المبادلات وإنجاح التحول الديمقراطي في تونس. وتعرض الرئيس المرزوقي إلى التصريحات الأخيرة للرئيس المخلوع بن علي التي قال فيها انه مستعد لإعادة جزء من أمواله المودعة في الخارج ،قائلا"هذا أمر غريب، نحن نحتاج لاستعادة كل الأموال المهربة والمسروقة والمنقولات التي استحوذ عليها بن علي بطرق غير مشروعة بهدف توظيفها لحل معضلة البطالة في بلادنا". وأضاف"إذا رغب بن علي في العودة إلى تونس فاني اضمن له سلامته الجسدية ومحاكمة عادلة". كما بحث الجانبان موضوع المتقاعدين التونسيين الذين عملوا بفرنسا حيث أعلن الرئيسان انه تم الاتفاق على تخفيف إجراءات صرف جرايات التقاعد لفائدتهم. وحظي موضوع الهجرة السرية باهتمام الرئيسين المنصف المرزوقي وفرنسوا هولاند اذ أشار هذا الأخير إلى انه بحث مع الطرف التونسي السبل الكفيلة بإعادتهم إلى تونس. وتعقيبا على سؤال حول الطريقة المثلى التي ينبغى اعتمادها لإقناع السلفيين بالانخراط في العملية الديمقراطية في تونس بين الرئيس المنصف المرزوقي ان هذه المجموعات هي النواة التي لا تنصهر من الإسلاميين في الديمقراطية مشيرا إلى أن السلفية تخفي ظاهرة اجتماعية في تونس يغذيها بالأساس الفقر والتهميش. وحول موضوع تسليم البغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء في ليبيا في عهد القذافي إلى السلطات الليبية وتداعياته والتى فشلت حسب الرئيس المرزوقي في إرباك الائتلاف الحاكم في تونس، عبر الرئيس هولاند عن أسفه للخطوة التونسية على اعتبار ان المسؤول الليبي السابق يمتلك معلومات هامة حول بعض عمليات تهريب أموال ليبية إلى الخارج. وردا على سؤال حول جهود إعادة الروح للاتحاد من اجل المتوسط قال الرئيس الفرنسي انه سيسعى إلى فتح الحوار بين اوروبا والمتوسط من جديد وتفعيل مسار 5 زايد5 مشيرا الى ان اجتماعا للغرض ينتظر عقده خلال شهر أكتوبر المقبل بالعاصمة المالطية لافاليت لبحث سبل اتخاذ خطوات عملية تستجيب للتطلعات المشتركة لدول المنطقة. وبخصوص الموضوع السوري أكد الرئيسان التونسي والفرنسي على ضرورة إيجاد الحل الملائم لإقناع روسيا والدول الأخرى المتحفظة بتغيير موقفها من النظام السوري، وأشارا إلى أن رحيل الرئيس بشار الأسد وحده الكفيل بحل الصراع القائم في سوريا وبناء الديمقراطية فيها. وجرى لقاء القمة بين الرئيسين المرزوقي وهولاند بحضور وزيري خارجية البلدين ووزير الداخلية علي العريض والسفيرين التونسي والفرنسي. وإثر الندوة الصحفية المشتركة، نظم الرئيس الفرنسي مأدبة عشاء على شرف رئيس الدولة المؤقت المنصف المرزوقي حضرها بالخصوص عدد من أعضاء الجالية التونسية المقيمة بفرنسا.