باردو (وات) - عكست الأسئلة التي وجهها نواب المجلس الوطني التأسيسي إلى عدد من أعضاء الحكومة المؤقتة ما سجلته الساحة الوطنية من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية مع التركيز على مشاغل جهوية تخص التنمية وتنفيذ المشاريع. وتوجه النواب الأربعاء في جلسة حوار مع أعضاء الحكومة بأسئلتهم إلى وزراء يمثلون أساسا قطاعات السياحة والصحة والتعليم العالي والتجهيز والداخلية والفلاحة والمالية. ففي المجال السياحي، أثار بعض النواب مسالة مديونية القطاع وضرورة تنمية السياحة الصحراوية وبعض المسالك السياحية الثقافية والبيئية التي تخطط وزارة السياحة لإحداثها في عديد الجهات. واستأثرت مسألتا فتح مناظرة لانتداب معلمين والشروط المحددة للمشاركة فيها ونتائج مناظرة القيمين المعلنة في أكتوبر الماضي والتراجع فيها خلال شهر أوت الحالي بحيز هام من تساؤلات النواب الموجهة إلى وزير التربية. ولم يفوت عديد النواب الفرصة لمطالبة وزير الفلاحة بالكشف عن أسباب اضطراب توزيع مياه الشرب والري في بعض الجهات على غرار ولاية جندوبة التي تغرق في الفيضانات شتاء وتشكو العطش صيفا رغم توفر المياه فيها حسب تعبير احد المتدخلين والذي طالب بإحداث مركز لمجابهة الكوارث في جهة الشمال الغربي وتساءل عن مدى تقدم مشروع حماية المدن المتاخمة لوادي مجردة من الفيضانات. وتم التطرق كذلك إلى تركيز الوزارة على إقامة مشاريع لجلب المياه إلى ولايات الساحل من مناطق شمالية تعاني نقصا في مياه الشرب. وانتقدوا من جهة أخرى عدم تعجيلها في معالجة ملف الأراضي الدولية. وتمحورت الأسئلة الموجهة إلى وزير الداخلية بالخصوص حول ظاهرة تعيين مسؤولين ينتمون إلى حركة النهضة على رأس الهياكل الجهوية والمحلية بما يؤشر، حسب بعض المتدخلين اعتماد معيار الولاء أساسا للتعيينات. كما أثاروا موضوعي تراكم النفايات وتفاقم مشاكل التلوث. وطالبت إحدى النائبات الحكومة المؤقتة بالتفريق بين الحق النقابي وتجاوزات الأفراد في إشارة إلى الأحداث الأخيرة بولاية صفاقس. وشددت نائبة أخرى على ضرورة الالتزام بضمان حرية الفكر وحرية اللباس وبالحياد الإداري. وطالب بعض المتدخلين بتوضيحات حول إعفاء عدد من المديرين في سلك الأمن من مهامهم وبتامين التوازن في توزيع أعوان الأمن وتوفير التجهيزات الأمنية بين المدن وتحديد أسباب الحرائق. وتساءل عدد من النواب عن صمت الحكومة وعدم تعقيبها على استقالة وزير الإصلاح الإداري محمد عبو من منصبه. كما استفسروا عما أسموه "تفاقم ظاهرة انتداب التجمعيين في مناصب حساسة". وأكد نواب آخرون من جهة أخرى على وجوب تقديم إيضاحات حول عدم تمكن بعض الناجحين في امتحان الباكالوريا من الحصول على الشعب التي يرغبون في الالتحاق بها. وتم في حدود الساعة السادسة مساء رفع جلسة الحوار مع الحكومة على أن يستأنف المجلس التأسيسي أشغال جلسته يوم الخميس 9 أوت.