بنزرت (وات) - عاد الهدوء إلى مدينة غار الملح من ولاية بنزرت بعد أحداث الشغب التي عاشتها ليلة السبت نتيجة قيام مجموعة من العائلات بالاعتصام في الطريق العام وقطع حركة المرور من والى المدينة. وحسب شهادات عدد من متساكني المدينة وبعض المسؤولين الجهويين فان الأحداث انطلقت حوالي الساعة الرابعة بعد ظهر يوم السبت على خلفية قيام 6 شبان (5 منهم من غار الملح و1 من عوسجة) بسرقة قارب صيد ساحلي قديم على ملك احد البحارة والتوجه خلسة إلى ايطاليا. وطالب أهالي الشبان "الحارقين" السلط المحلية بالتدخل لدى الدوائر الجهوية والوطنية حتى يتم توجيه طائرة عمودية للبحث عن أبنائهم بعد أن تعطب مركبهم في سواحل مدينة الهوارية. وبادر معتمد المنطقة ومركز الحرس البحري بإشعار السلط الجهوية بالأمر فبادرت بدورها برفع المسالة إلى السلط الوطنية ورغم التطمينات التي قدمت للأهالي إلا أن التوتر تصاعد في صفوفهم مع اقتراب موعد الإفطار حيث عمدوا في حدود الساعة السابعة إلى قطع الطريق الرئيسية وأوقفوا حركة المرور في الاتجاهين مما نتج عنه تجمع لمئات السيارات. كما عمد المحتجون إلى إحراق العجلات المطاطية ورشق مقر المعتمدية ومركز الحرس البحري بالحجارة وتهجموا على معتمد المنطقة واعتدوا عليه لفضيا. وعلى اثر تطور الأحداث وقع إشعار رئيس إقليم الأمن الوطني ببنزرت ورئيس المنطقة الجهوية للأمن الوطني برأس الجبل الذين تحولا على عين المكان وإذنا بتوجيه تعزيزات أمنية إضافية لتفريق المعتصمين والمحتجين عبر استعمال قنابل الغاز المسيلة للدموع. و تم إيقاف مجموعة من الشبان الذين ثبت مبدئيا تورطهم في إحداث العنف والاعتداء على الممتلكات العامة. وانتهت مظاهر الشغب بصورة نهائية صباح يوم الأحد بعد إبلاغ عائلات الشبان الستة الحارقين انه تم إنقاذهم ونقلهم إلى مدينة بنزرت لإحالتهم على القضاء.