مكة ( من مبعوث وات جمال بن جدو)- افتتحت ليلة الأربعاء 14 أوت بمكةالمكرمة أعمال القمة الإسلامية الاستثنائية الرابعة" قمة التضامن الإسلامي" بحضور عدد من رؤساء الدول الإسلامية يتقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ورئيس منظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو. وفى كلمة ألقاها بالمناسبة أكد رئيس الجمهورية المؤقت محمد منصف المرزوقي ضرورة أن تنبثق عن هذه القمة" رسائل قوية للشعوب الإسلامية والعربية" داعيا نظراءه في الدول الإسلامية إلى "عدم تفويت هذه الفرصة وحسن التعامل معها". واعتبر أن الملف السوري هو"الملف الأخطر المعروض على القمة" قائلا أن "نظام دمشق فقد كل شرعيته منذ أن وجه إلى شعبه فوهات دباباته ومدافع طائراته، مما جعله يعيش اليوم عزلة متزايدة على الساحة العربية والإسلامية والدولية ساهمت في بداية تفككه من الداخل". وأضاف المرزوقي إن عدم اتفاق المجتمع الدولي على الطريقة المثلى للتصدي للجرائم المرتكبة في سوريا، شجع حسب قوله "الأسد على مزيد القتل" داعيا العالمين العربي والإسلامي إلى التحرك بسرعة لوقف ما وصفه ب"بطشه" ومد جسور التضامن مع الشعب السوري الشقيق وعدم إهمال أي سبيل يمكن أن يقود إلى تحقيق هذا الهدف أو جزءا منه والبحث بالخصوص عن حل سياسي "تكون فيه الأطراف التي تدعم النظام جزءا من الحل لا جزءا من المشكل" على حد تعبيره. كما دعا رئيس الجمهورية الدول الداعمة لنظام الأسد (روسيا والصين وإيران) إلى الكف عن دعمها لنظام قال انه "وصل درجة من الإجرام" مقترحا تكوين لجنة رفيعة المستوى للاتصال بهذه الدول ودعوتها إلى الأخذ بعين الاعتبار ألام شعب"يرفض جزء كبير منه هذا النظام" . وأكد ان الوضع في هذا البلد الشقيق " يستدعي تحركا سريعا ومكثفا على الصعيد الإنساني" ملاحظا أن قرار الجامعة العربية تجميد عضوية سوريا "زاد في عزلة نظام الأسد". واعتبر في هذا السياق أن موافقة قمة التضامن الإسلامي على قرار تجميد عضوية نظام دمشق في منظمة المؤتمر الإسلامي "سيكون ايجابيا وضروريا وشرعيا وسيزيد من تضييق الخناق عليه" على حد قوله. ودعا المرزوقي، على صعيد آخر، القادة الحاضرين في القمة إلى مضاعفة الجهد للتصدي لسياسة تهويد القدس، والفرقاء الفلسطينيين إلى تكثيف جهودهم ومشاوراتهم لتحقيق المصالحة الوطنية، لافتا إلى ضرورة نصرة الأقليات المضطهدة بسبب عقيدتها في كل بقاع الدنيا ومدينا بشدة الانتهاكات التي يتعرض لها مسلمو مينمار ببورما. وأبرز ضرورة مساعدة الدول الإسلامية السائرة في طريق الحرية للتخلص من الاستبداد على درب استرداد حقوقها موضحا أن التضامن الإسلامي يقتضي دعم الأنشطة التي من شأنها تحقيق التقارب بين شعوب الأمتين العربية والإسلامية كدعم المبادلات الثقافية والتجارية والتعاون الاقتصادي بينها. وكان القادة المشاركون في الجلسة الافتتاحية لهذه القمة أكدوا في كلماتهم على ضرورة إيقاف العنف في سوريا داعين الرئيس بشار الأسد إلى الكف عن تقتيل شعبه. وأشاروا إلى دقة المرحلة التي يمر بها العالم الإسلامي والتي يعكسها تعدد بؤر التوتر والصراعات حيث اعتبر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن الأمة الإسلامية "تعيش اليوم حالة غير مسبوقة من الفتن سالت بسببها دماء زكية في أكثر من منطقة". واقترح في هذا الصدد بعث مركز للحوار بين المذاهب يكون مقره الرياض وتتولى منظمة المؤتمر الإسلامي تعيين أعضائه، معتبرا أن الحل الأمثل للخروج من هذه الوضعية لا يكون إلا بالوقوف صفا واحدا أمام كل من يحاول المساس بالدين الإسلامي ووحدة صف المسلمين في زمن لا يعترف على حد تعبيره "إلا بالقوة". ومن جهته أوضح الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو أن المنظمة تحرص على توفير الأمن والسلم لجميع الأقليات المسلمة في جميع مناطق العالم وتدافع عن مصالحها منددا بوضع مسلمي مينمار وبعض الدول الإفريقية وبالمحاولات المتكررة لتهويد القدس الشريف.