تونس 6 فيفري 2010 (وات) – "الموسيقى من أجل ضمير كوني متضامن" هو محور الندوة الدولية التي أفتتحت يوم السبت بمدينة العلوم بتونس وينظمها كرسي بن على لحوار الحضارات والاديان تحت سامي اشراف الرئيس زين العابدين بن على وذلك بالتعاون مع معهد /تودا/ للسلم العالمية والبحوث السياسية بطوكيو. ويشارك في هذه الندوة التي تتواصل الى يوم 8 فيفرى الجارى نخبة من الاساتذة الجامعيين والمختصين في مجال الموسيقي من داخل تونس وخارجها. ولدى اشرافه على الجلسة الافتتاحية أبرز السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث ان تنظيم هذا اللقاء يعكس متانة العلاقات الثقافية بين تونس واليابان ويبين اهمية القواسم الفكرية والحضارية المشتركة بين البلدين. واشار الى ان اختيار تونس لعقد هذه الندوة يترجم ما تحظى به بلادنا من تقدير في الاوساط الدولية وذلك لما يوليه الرئيس زين العابدين بن علي من اهمية للابعاد المعرفية والفكرية والابداعية والجمالية ضمن مقاربة تنموية شاملة تقوم على التلازم بين البعدين الاقتصادى والاجتماعي. واكد الوزير في هذا السياق على العناية الفائقة التي يوليها رئيس الدولة للثقافة باعتبارها محركا اساسيا من محركات التنمية المستدامة في المشروع الحضارى لسيادته حيث اولى المبدع مكانة مميزة نظرا لكونه ضمير الامة وشريك اساسي في ارساء قواعد مجتمع ديمقراطي تحفظ فيه الخصوصية دون الانغلاق على الذات ويستمد ثراءه من الانفتاح على الاخر وتنوع الاراء. ولاحظ ان المقاربات الثقافية لم تعد تقتصر على البعد الفكرى والفني الابداعي والاجتماعي الاتصالي بل اصبحت اليوم حلقة أساسية من حلقات العلاقات الدولية نظرا لدورها الحيوى في دفع حركة التغيير ودعم التواصل بين الشعوب والحضارات والاديان. وثمن في هذا الصدد جهود الرئيس زين العابدين بن علي في جعل تونس ارض لقاء وحوار وتعايش وتسامح عبر اشاعة ثقافة الوسطية والاعتدال والتصدى لتيارات التطرف والظلامية والصدام بين الحضارات من خلال اطلاق مبادرات وانشاء هياكل ومؤسسات تربوية وثقافية وعلمية ابرزها كرسي بن علي لحوار الحضارات والاديان والمركز الوطني للديانات والحضارات المقارنة بسوسة فضلا عن جائزة رئيس الجمهورية العالمية للدراسات الاسلامية. وفي حديثه عن القطاع الموسيقى أفاد الوزير ان الموسيقى فن راق ييسر التواصل بين الافراد والجماعات والامم وهو الفن الاقدر على ان يكون لغة كونية تشيع روح التواصل وتحفظ الخصوصيات مذكرا بالاستشارة الوطنية حول قطاع الموسيقى التي شهدها الموسم الثقافي 2006/2007 قصد رصد اساليب جديدة لتطوير هذا القطاع ودعم الابداع الموسيقي وتسهيل انتشاره. ومن جهته اوضح السيد محمد حسين فنطر المشرف على كرسي بن علي لحوار الحضارات والاديان ان اختيار الموسيقى كمحور لهذا اللقاء يعود الى ثراء المضامين السلمية لهذا الفن النبيل الذى يتجاوز الحدود وينفي الخلافات ليكون لغة كونية تجمع شعوب العالم وتؤسس لبناء ضمير كوني متضامن. اما السيد اوليفيي اوربان مدير معهد /تودا/ للسلم العالمية والبحوث السياسية بطوكيو فقد اوضح ان الفن الموسيقى لغة انسانية تخاطب الوجدان والفكر وتبني جسور تواصل بين الشعوب من خلال التفاعل مع النغمات والايقاعات والكلمات ملاحظا ان تونس بلد يزخر بمكونات ثقافية وحضارية ثرية ومتنوعة جعلت منها وجهة مثالية لتنظيم مثل هذه اللقاءات.