نابل (وات)- تمكن الفنان لطفي العبدلي مساء السبت، غرة سبتمبر، من عرض عمله المسرحي "صنع في تونس مائة بالمائة حلال " بمسرح الهواء الطلق بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات رغم محاولة مجموعة من الشبان المحسوبين على التيار السلفي من منع العرض. وحالت التعزيزات الأمنية الهامة التي حضرت على عين المكان دون وصول مجموعة الشبان إلى مدخل المسرح حسب ما أفاد به وكالة تونس إفريقيا للأنباء شهود عيان ومصادر أمنية. وترجع أطوار الحادثة إلى أن مجموعة تتراوح بين 30 و 50 شابا من المحسوبين على التيار السلفي تواجدوا في حدود السابعة والنصف مساء أمام المركز الدولي بالحمامات لمنع عرض العبدلي إلا أن قوات الأمن التي حضرت بأعداد كبيرة منعتهم من ذلك . وتولت المجموعة التي تم تفريقها حسب شهود عيان رمي أعوان الأمن بالحجارة وحاول البعض منهم اقتحام المسرح من جهة الشاطئ إلا أن أعوان الأمن تمكنوا من صدهم وإبعادهم عن مكان العرض. ولئن انطلق العرض المسرحي بشيء من التأخير وفي حدود التاسعة و45 دقيقة فقد تمكن لطفي العبدلي من تقديم عرضه الذي حضره أكثر من 800 متفرج في ظروف وصفها "بالطيبة". ففي تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء بعد اختتام العرض قال لطفي العبدلي "لقد قدمت مسرحيتي في ظروف طيبة وهي المرة الثالثة التي أقدم عملي في الحمامات بحضور عدد هام من الجماهير وأرجو أن أكون قد وفقت في إمتاع الحاضرين بعيدا عن أجواء التوتر والتهديدات". وأضاف " أنا مع حرية التعبير حتى في رفض عملي او ما أقدمه لكن ذلك لا يجب أن يصل إلى حد العنف البدني او تهديد حياة الناس والمطلوب أكثر اليوم هو الجدال الفكري وليس العنف". وأشار العبدلي بخصوص عرضه المزمع تقديمه يوم الأحد 2 سبتمبر بقليبية " لقد تلقيت تطمينات من سلفيي قليبية الذين تمكنت من فتح قنوات حوار مع البعض منهم سواء بالانترنات او عن طريق بعض الأصدقاء والعاملين معي ووعدوني بأنهم لن يحاولوا منع العرض " وأضاف " لقد حذروني من محاولة بعض المندسين التستر بشعار السلفيين والتنكر في مظهرهم لإفساد العرض واستغلال الوضع لمزيد تشنيج الأجواء العامة" وهو ما يؤكد من وجهة نظره ضرورة " التثبت في المرامي الحقيقية للأشخاص الذين يحالون توتير الأجواء في تونس والاعتداء على المثقفين والمبدعين". وتلقى لطفي العبدلي بعد اختتام العرض مباشرة مكالمة هاتفية من والي نابل محمود جاء بالله الذي اتصل به للاطمئنان عليه وعلى حسن سير العرض.