تونس 20 جوان 2009 (وات) - تترسخ من سنة الى اخرى عادة الاحتفال فى تونس بعيد الاباء التى تنطوي على دلالات هامة باعتبارها من مؤشرات تطور المجتمع لا سيما في مستوى اعادة توزيع الادوار داخل الاسرة وتنامي الوعي بمتطلبات التنشئة المتوازنة. وقد احيت تونس هذا العيد للمرة الاولى سنة 2007 ضمن مقاربة تكرس المساواة وتؤكد المسؤولية المشتركة بين الاب والام في العناية بالاطفال وتربيتهم في اطار التوافق والاحترام المتبادل بما يدعم توازن المجتمع واستقراره. ذلك ان من مقاصد السياسة التشريعية الاسرية تنشئة الاطفال على القيم الاصيلة والعادات السليمة التى تعزز لديهم التوازن النفسي والسلوك الاجتماعي السوي. ويضطلع الاب بدور اساسي في تحديد اتجاهات الابناء والاسرة عامة. فوظيفته لم تبق مقتصرة اليوم على ممارسة السلطة الابوية و تامين النفقات بل شملت ايضا الرعاية العاطفية للابناء الذين اصبح الاب يخصص لهم جانبا هاما من اوقات فراغه لا سيما مع خروج المراة الى مواقع العمل وانشغالها الى جانب الرجل بمسؤوليات وادوار جديدة فى المجتمع. واثبتت مختلف الدراسات الاجتماعية والنفسية ان الاساليب التربوية التي يعتمدها الاباء تعد من العوامل المؤثرة في تحديد شخصية الابناء. فتقليد الطفل لوالده في الحركات والاقوال والتصرفات هي من الظواهر الاسرية المالوفة بما يؤكد حاجة الطفل الى صورة الاب كنموذج لسلوك يحاول ان يتمثله فى بناء شخصيته. وقد شاركت وزارة شؤون المراة والاسرة والطفولة والمسنين الاباء فرحتهم بهذا العيد من خلال تنظيم مسابقة موضوعها لماذا تعتبر والدك ابا مثاليا وذلك لفائدة الاطفال المتراوحة اعمارهم بين 8 و14 سنة. ويشهد برنامح الاحتفال صلب فضاءات الاسرة واقطاب الاشعاع ونوادي الاطفال ومركبات الطفولة بمختلف انحاء البلاد عروضا تنشطية في الرقص والموسيقى والمسرح ومباريات رياضية وثقافية ومعرضا لمنتوجات الاطفال. وستنتظم بالمناسبة منابر حوارية حول دور الاب في التوازن النفسي للطفل الى جانب تكريم بعض الاباء المثاليين لسلوكهم الايجابي تجاه ابنائهم. يذكر ان الاحتفال بعيد الاب انطلق لاول مرة فى العالم سنة 1972 حيث تم اختيار الاحد الثالث من شهر جوان موعدا لهذه المناسبة التى توافق هذه السنة الاحد 21 جوان.