تونس 25 جوان 2009 (وات) افتتحت يوم الخميس بالعاصمة فعاليات الملتقى العالمي الدولي حول "التغيرات المناخية :التأثيرات على التنوع البيولوجي البحري والساحلي" الذي تنظمه وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي بالتعاون مع المركز الفرنسي للشريط الساحلي ومركز الأنشطة الإقليمية للمناطق المتمتعة بحماية خاصة. وينتظم هذا الملتقى اعتبارا لما يمثله هذا المجال من أهمية في تجسيم حرص تونس المتواصل على مواكبة احدث نتائج البحث العالمي ومعاضدة المجهودات الدولية من أجل المحافظة على مقومات البيئة السليمة. وأشرف السيد عبد الرزاق دعلول كاتب الدولة المكلف بالصيد البحري على افتتاح هذه التظاهرة التي تتواصل الى غاية يوم 27 جوان الجاري. وبين كاتب الدولة ان تونس تبقى من بين الدول القلائل بالبحر الأبيض المتوسط التي لم تستغل كل فضائها الطبيعي حيث ان طول الشريط الساحلي المستغل عمرانيا بصفة مكثفة لا يتعدى 220 كلم وباقي الشريط الساحلي متكون من أراضي فلاحية وعديد المناطق الطبيعية التي لا زالت تحافظ على عناصرها الأصلية. وبين ان هذه الوضعية تترك لتونس مجالا لتركيز مقومات التنمية المستديمة التي جعلها الرئيس زين العابدين بن علي احدى ركائز سياسة البلاد الحاضرة والمستقبلية. وذكر باحتضان تونس للعديد من التظاهرات الدولية حول هذا المحور وما تمخض عنها من قرارات واستراتيجيات من أجل حماية افريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط من التغييرات المناخية. كما ذكر بمصادقة تونس على العديد من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالبيئة البحرية والساحلية وبالتنوع البيولوجي وبحماية الأصناف البرية والبحرية. واستعرض السيد عبد الرزاق دعلول البرامج والإجراءات التي اعتمدتها تونس لتجسيم البرنامج المندرج في اطار التوجهات الرئاسية في مجال حماية الطبيعة وتركيز مقومات التنمية المستديمة. وأشار السيد عبد الله معشة المدير العام لوكالة الوطنية لحماية وتهيئة الشريط الساحلي من ناحيته الى ما أنجزته الوكالة من دراسات حول المحميات البحرية والمناطق الحساسة والتي بينت ان هذه المناطق تشتمل على عديد الكائنات الطبيعية المتميزة على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي. كما قامت الوكالة بإعداد أمثلة للتصرف في المساحات المحمية البحرية والساحلية المزمع إحداثها الى جانب حوالي 20 منطقة حساسة موزعة على كامل تراب الجمهورية. ويتضمن جدول أعمال الملتقى عدة مداخلات تتمحور بالخصوص حول تحديد الآثار الحالية والمستقبلية للتغيرات المناخية على التنوع البيولوجي سواء على المستوى المحلي او على مستوى البحر الأبيض المتوسط والكائنات البحرية وطرق المحافظة عليها وتأثير المتغيرات المناخية على الكائنات الحية البحرية. وسيؤدى المشاركون يوم السبت زيارة ميدانية استطلاعية للتعرف على المنطقة الطبيعية المحمية بالوطن القبلي والمركز الثقافي البيئي بقربة.