ضفاف البحيرة 7 افريل 2010 (وات)- تواصلت يوم الأربعاء بضفاف البحيرة بالعاصمة أشغال الندوة السنوية التاسعة التي ينظمها مركز جامعة الدول العربية بتونس تحت عنوان "المغرب العربي في مفترق الشراكات" وتناولت هذه السنة دور المغرب العربي في تطوير العلاقات العربية والأسيوية. وابرز السيد صالح الحناشي سفير تونس السابق باليابان الذي تراس أشغال الندوة أهمية هذه المبادرة من أجل استكشاف فرص التعاون والشراكة بين الدول العربية والدول الآسيوية مذكرا بالعلاقات التاريخية الثرية والمتنوعة التي كانت تربط العالم العربي بهذه المنطقة من العالم وتعود إلى الفي سنة . كما ذكر بالدور الذي لعبته دول آسيوية في خمسينات القرن الماضي فس دعم حصول الدول المغاربية على استقلالها. وتطرق الدكتور محمد البناني أستاذ الحقوق بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء بالمغرب إلى الروابط الثقافية والتاريخية بين الفضاءين العربي والآسيوي باعتبارها أحد العناصر الأساسية المكونة للعلاقات الدولية وما ينشأ عنها من حقوق وواجبات متبادلة قصد خدمة مصلحة مشتركة أو بلوغ أهداف معينة. ومن ناحيته بين السيد تو شيوكي تاجا سفير اليابانبتونس عراقة العلاقات التونسيةاليابانية التي تعود إلى سنة 1956 والقائمة على مبدا الاحترام المتبادل موءكدا أن هذه العلاقات التي ما انفكت تزداد متانة وتنوعا تعد اليوم نموذجا ناجحا للعلاقات العربية اليابانية. وأشار إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه تونس في دعم علاقات بلاده مع مختلف الدول والفضاءات المحيطة بتونس موضحاأن تونس علاوة عما يسودها من أمن واستقرار وما تتسم به سياستها من اعتدال تمثل مدخل اليابان لباقي الدول الافريقية والعربية والمتوسطية والاسلامية وبعد أن ذكر بمختلف المشاريع الكبرى والناجحة التي تم تنفيذها في تونس في إطار التعاون بين البلدين ومنها جسر حلق الواديرادس توقع السيد تو شيوكي تاجا النجاح الكبير للمنتدى الاقتصادي الياباني العربي الذي انطلق ببادرة تونسية وتنتظم جولته الثانية أواخر العام بتونس. واستعرض الدكتور محمد عبد الوهاب الساكت رئيس بعثة جامعة الدول العربية في بيكين سابقا من جانبه الجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية من أجل دعم التعاون العربي والاسيوي لا سيما في هذه المرحلة المتسمة بتسارع التحولات وبطغيان القطبية الأحادية على العلاقات الدولية. وأكد أن ارساء روابط عربية آسيوية مستقبلية أكثر متانة وديمومة يقتضي العمل على خدمة المصالح المشتركة في إطار الاحترام المتبادل والسعي الجماعي من أجل بناء علاقات دولية قائمة على التعددية القطبية ولاحظت السيدة لي بيفن سفيرة جمهورية الصين بتونس أن العلاقات العربية الصينية التي تعود إلى الفي سنة من خلال طريق الحرير ومختلف القوافل التجارية هي علاقات قائمة على الثقة المتبادلة والحوار والتشاور والمساواة والتعاون والتصدي المشترك لتحديات الراهن مبينة أن هذه العلاقات عرفت دفعا جديدا سنة 2004 مع الاعلان عن تشكل منتدى التعاون العربي الصيني الذي يمثل احدى الآليات الهامة للنهوض بالسلام والتنمية وأكدت حرص بلادها على مزيد تنويع علاقات التعاون مع الدول العربية في مجالات الثقافة والعلوم والطاقة والموارد البشرية وعلى تعميق التنسيق والتشاور حول مختلف القضايا الاقليمية والدولية مشددة على دعم الصين للقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. ومن ناحيته أوضح الدكتور اسماعيل دبش استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر أن العلاقات العربية الاسيوية التي تستند الى عوامل موضوعية ومصالح متبادلة تفترض تحديد الأولويات المستقبلية لروابط شراكة استراتيجية متينة سياسيا واقتصاديا وأمنيا. وأكد المتدخلون في النقاش على دور المجتمع المدني وجمعيات الصداقة في الارتقاء بمستوى العلاقات العربية الآسيوية وعلى ضرورة ترتيب البيت المغاربي والبيت العربي لتحقيق علاقات متطورة مع آسيا تسهم في تقديم دعم سياسي آسيوي للقضايا العربية. كما ابرزوا أهمية تنويع التعاون وتوسيعه إلى مجالات جديدة كالبيئة والطاقة ووسائل الاتصال الحديثة.