تونس 3 جويلية 2009 (وات) اكد السيد عبد الله القلال رئيس مجلس المستشارين على اهمية المكانة التي يحتلها الشباب في فكر الرئيس زين العابدين بن علي باعتباره عماد المستقبل وعنصر فاعل في كسب رهانات الحاضر ورفع تحديات المستقبل. وابرز في افتتاح اشغال المائدة المستديرة حول موضوع /الشباب وثقافة المواطنة/ التي انتظمت صباح اليوم الجمعة بمقر مجلس المستشارين ان هذه المكانة تجلت بالخصوص من خلال تركيز برامج الدولة ومخططاتها في شتى المجالات على الشباب والحرص على تمكينه من مواكبة المستجدات والانخراط في مجتمع المعرفة مستعرضا الاجراءات الرائدة التي استفادت منها هذه الفئة الاجتماعية على غرار تنظيم الاستشارات الشبابية الثلاث واقرار سنة 2008 سنة الحوار الشامل مع الشباب التي اثمرت صياغة ميثاق شبابي جاء ليوصل الانتماء ويثبت ركائز الهوية الوطنية فضلا عن توسيع مشاركة الشباب في الحياة السياسية من خلال التخفيض في السن القانونية للانتخاب الى 18 سنة. واوضح رئيس مجلس المستشارين ان نشر ثقافة المواطنة وترسيخها في الوسط الشبابي ينبع من ايمان عميق بان المواطنة هي تربية وتنشئة وعنصر ضامن لصون مكاسب البلاد ومزيد تدعيمها مبينا انها تعبر ايضا عن مسوولية الفرد تجاه نفسه وتجاه المجموعة التي ينتمي اليها في اطار تلازمي بين حقوق وواجبات تتدعم في مجتمع ديمقراطي يقوم على المساواة وتكافو الفرص. كما شدد في نفس السياق على ضرورة تعميق النظر في السبل الكفيلة بمزيد ترسيخ مفهوم المواطنة لدى الشباب حتى يكون متشبثا بالقيم الوطنية النبيلة معتزا باصالته ورافضا لمختلف المظاهر الدخيلة المنافية للثوابت الوطنية ومتشبعا بالمعارف وقادرا على الخلق والابداع في كنف الحرية والمسوولية. ومن جهته ابرز السيد سمير العبيدى وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية ان المراهنة على الشباب في تونس ليست شعارا وانما واقعا ملموسا تجسد منذ السنة الاولى للتغيير مبينا الرعاية السامية التي ما انفك يوليها الرئيس زين العابدين بن علي لقطاع الشباب انطلاقا من قناعة سيادته الراسخة بدوره المحورى في دفع مسيرة التنمية والتحديث وهو ما تجسم في اقرار سلسلة من الاجراءات والاليات الهادفة الى الاصغاء الى مشاغل هذه الشريحة الهامة ورصد تطلعاتها وتطوير واقعها. واعلن في هذا الصدد عن انطلاق صياغة مشروع اعداد الاستراتيجية الوطنية للشباب 2009-2014 التي اذن باحداثها رئيس الدولة مبينا انه سيتم التركيز على كل ما يتصل بالحياة الشبابية من جوانب ايجابية وسلبية ومعالجة مختلف الظواهر الاجتماعية التي تعترض هذه الشريحة على غرار الانحراف والتاثيرات السلبية لتكنولوجيات الاتصال الحديثة. كما اشار الى المجهودات المبذولة في مجال الاحاطة بالشباب في مختلف الجهات وخاصة في المناطق الداخلية والاحياء ذات الكثافة السكنية والحرص على توفير كافة مستلزمات الترفيه تنفيذا للتوجيهات الرئاسية الصادرة في هذا المجال مضيفا في ذات السياق انه سيتم مضاعفة الامكانيات والتمويلات المرصودة للبرنامج الصيفي وتوفير الفضاءات الشبابية الملائمة في كافة الجهات. وابرز الوزير ما تحظى به التجربة التونسية في مجال التعاطي مع الشان الشبابي وتدعيم الممارسة الرياضية في الوسط المدرسي وتعميم تدريس مادة التربية البدنية في كافة المدارس الابتدائية والمعاهد الثانوية من تقدير دولي واسع بما جعلها مثالا يحتذى للعديد من البلدان. واوضح ان شعار /الولاء لتونس والوفاء لها/ يعتبر حجر الزاوية في المقاربة الشبابية التي توسس ايضا لنشر قيم التسامح والتضامن وتشدد على تلازم مبدا الحرية بالمسوولية مبينا ثبات الارادة السياسية على مزيد تشريك الشباب في صنع القرار ودعم حضوره في الحياة السياسية والعامة بما يمكنه من المساهمة الفاعلة في صياغة خيارات الحاضر ورسم توجهات المستقبل وذكر بالاجراءات التي اتخذها الرئيس زين العابدين بن علي من اجل ترسيخ ثقافة المواطنة في الاوساط الشبابية على غرار النزول بسن المشاركة في الانتخابات الى 18 عاما واعداد قانون حول التطوع مشددا على ضرورة مضاعفة الجهد من اجل حث الشباب على مزيد الانخراط في العمل الجمعياتي وتحفيز روح الخلق والابداع وبعث المشاريع. وابرز السيد سمير العبيدى من جهة اخرى الدور الذى تضطلع به الرياضة في تعميق الحس الوطني لدى الشباب وحمايته من كافة مظاهر الانعزال والانغلاق والانطواء مبينا ان الرياضة اضحت اليوم احدى الوسائل التي تعبر من خلالها الشعوب عن انتصاراتها وانجازاتها. وتمحورت تدخلات المستشارين بالخصوص حول دور الاسرة والموسسة التربوية والمجتمع المدني في ترسيخ ثقافة المواطنة وروح الانتماء لدى الشباب مثمنين العناية الفائقة التي يوليها رئيس الدولة لقطاع الشباب وحرصه على تفعيل دوره في بناء مستقبل تونس. وشددوا على ضرورة اعتماد خطاب جديد ياخذ بعين الاعتبار التحولات العميقة والمتسارعة التي تعرفها الحياة الشبابية في ظل ما يشهده العالم من ثورة في التكنولوجيات الحديثة موكدين على اهمية دور الاعلام في معاضدة مجهود الدولة في مجال تجذير عقلية المواطنة لدى الناشئة من خلال ابراز الانجازات والمكاسب والتعريف باعلام البلاد في مختلف المجالات الى جانب مزيد الاحاطة بالشباب خلال العطل الصيفية ومزيد تكوين وتاهيل منشطي دور الشباب.