تونس 7 جويلية 2009 (وات) - انتظم مساء الاثنين ببرطال حيدر حفل تخرج الدورة الثالثة عشرة للمدرسة الحربية العليا حيث تم تسليم دارسي الدورة شهادات التخرج والاطلاع على عينات من البحوث والدراسات المنجزة من قبل الخريجين. ولدى إشرافه على هذا الحفل أكد السيد كمال مرجان وزير الدفاع الوطني أن المدرسة الحربية العليا كغيرها من المؤسسات التعليمية العسكرية تعمل على تلقين الضابط جملة من المبادئ النبيلة "كي يكون قدوة حسنة للأجيال الناشئة المتعاقبة على صفوف الجيش ومثالا حيا في الانضباط ونكران الذات والإخلاص للوطن". وأضاف أن العمل في صفوف الجيش الوطني أحد رموز السيادة الوطنية بقدر ما هو مثلما أكد على ذلك دوما الرئيس زين العابدين بن علي القائد الأعلى للقوات المسلحة "خصال وطنية وبذل وتضحية" فإنه أيضا "كفاءة عالية وخبرة فائقة واقتدار متميز". وأبرز وزير الدفاع الوطني أن الفضل في ما شهدته المؤسسات التعليمية العسكرية من إنجازات عديدة يعود إلى كريم الدعم وفائق العناية اللذين يوليهما رئيس الدولة لشؤون مختلف وحدات وهياكل القوات المسلحة وأنشطتها بما مكنها من تطوير مناهج التدريس وأساليب العمل بالقدر المحمود. ونوه في ذات السياق بالنتائج الباهرة التي ما فتئت تحققها المدرسة الحربية العليا وبما أدركته من مستوى راق في التعليم والتكوين مثمنا مجهودات كل الأطراف المتدخلة بالمدرسة من إطارات ومدرسين عسكريين ومدنيين. وأكد ضرورة مواصلة الاهتمام بالدراسات والبحوث والتحلي بروح المبادرة في هذا المجال والعناية بالجوانب التطبيقية للعلم والمعرفة والعمل على بلوغ أسمى درجات الامتياز حتى تدعم القوات المسلحة مساهماتها الفعالة في معاضدة المجهود الوطني في إنجاز المشروع الحضاري لتونس الغد. وأشار السيد كمال مرجان إلى أن التجربة صلب المدرسة برهنت على أن الضابط الذي يلتحق بها يتلقى تكوينا شاملا ومعمقا في العلوم العسكرية والدراسات الإستراتيجية والجغراسياسية ويدرس فن القيادة وأساليب التصرف في الموارد البشرية والمادية مبينا أن الدارسين بها يقومون ببحوث ودراسات حول مواضيع ذات صلة باهتمامات القوات المسلحة من شانها أن تدعم قدراته الفكرية وتنمي كفاءاته وتمكنه من مواكبة مستجدات العصر. وأوضح أن المدرسة التي شهدت تخرج دفعتها الأولى في جويلية 1997 تعمل باستمرار على تطوير الوسائل البيداغوجية والعلمية والتقنية مثمنا ما تقوم به من عمل دؤوب لتأهيل الموارد البشرية عبر حسن استغلال ما توفر لها من تقنيات تكوينية وتدريبية وبنية أساسية عصرية. كما أشاد وزير الدفاع الوطني بتفتح المدرسة الحربية العليا على المحيط الخارجي وبسعيها إلى مزيد تفعيل التعاون بينها وبين بعض المدارس الأجنبية المماثلة من خلال تبادل الزيارات والمشاركة في التمارين طبقا للتوجهات والحاجيات الوطنية. وأضاف في هذا الخصوص أن وجود ثلة من الضباط المنتمين إلى بعض الدول الشقيقة والصديقة يمثل دليلا على ثقة هذه البلدان في تونس وفي مستوى مؤسساتها التعليمية. وأكد السيد كمال مرجان في ختام كلمته أنه من منطلق الحرص الدائم على الرفع من مستوى التدريس والتكوين بالمؤسسات التعليمية العسكرية تم دعم طرق التعاون بينها وبين الجامعات بتشريك الخبرات الوطنية المشهود لهم بالداخل والخارج خاصة في مجال الدراسات الجغراسياسية وتقنيات الاستشراف الحديثة مشيدا بنتائج التعاون في ميدان التعليم العالي العسكري بين وزارة الدفاع الوطني وكل من وزارة الداخلية والتنمية المحلية ووزارة العدل وحقوق الإنسان وعدد من الدول الشقيقة والصديقة. وقد حضر هذا الحفل بالخصوص أعضاء المجلس الأعلى للجيوش وثلة من الضباط السامين ومن الإطارات العليا لوزارة الدفاع الوطني.