تونس 29 ماي 2009 (وات) في إطار الاحتفالات يوم 29 ماي من كل عام باليوم العالمي للقبعات الزرق التابعين لمنظمة الأممالمتحدة نظمت الجمعية التونسية للأمم المتحدة اليوم الجمعة تظاهرة تضمنت ندوة ومعرضا حول مشاركة تونس في عمليات حفظ السلام الاممية. وحضر الندوة ممثلون عن الأممالمتحدةبتونس وعن وزارة الشؤون الخارجية ووزارة الدفاع الوطني وضباط سامون من الجيش الوطني فضلا عن خبراء في القانون الدولي ومثلين للسلك الديبلوماسي ولمنظمات غير حكومة تنشط بتونس. ويذكر انه تم الإعلان عن إقرار اليوم العالمي للقبعات الزرق خلال اجتماع الجمعية العامة الأممية بتاريخ 11 ديسمبر 2002 تقديرا لجهود السلام الذين يسهرون يوميا في مناطق التوتر والعنف والنزاعات المسلحة والكوارث على حماية السكان المدنيين وتقديم المساعدة الإنسانية والعون الطبي الضروري ونزع سلاح المليشيات والفصائل المقاتلة أو للعمل كقوات فصل. وابرز السيد علي الحشاني رئيس الجمعية التونسية للأمم المتحدة في افتتاح الندوة أنشطة الجمعية التي تعمل بالخصوص على مزيد تعريف مكونات المجتمع المدني بأهداف وأعمال منظمة الأممالمتحدة خدمة للسلام وهي //مهمة نبيلة ما فتئت تتعاظم بالنظر إلى التطورات والمستجدات في مختلف مناطق العالم والى الإمكانيات البشرية والمادية المتنامية التي يتم تعبئتها للغرض //. وأوضح أن الأمر يتعلق بالاحتفاء بالمدافعين عن السلام الذين يعملون على الحفاظ على السلام والأمن الدوليين في المناطق الأكثر حساسية من المعمورة والذين يتعرضون في كل لحظة إلى مخاطر جمة. وأضاف أن الجمعية تسهر أيضا على دعم ومساندة المبادرات التي تتخذها تونس لدى الأممالمتحدة على غرار مبادرة الرئيس زين العابدين بن علي المتعلقة بإحداث صندوق عالمي للتضامن ودعوة سيادته إلى عقد مؤتمر دولي حول الإرهاب والى اعتماد مدونة سلوك دولية في هذا المجال. من ناحيته تولى السيد عمر النخيلي المسؤول بمركز الإعلام التابع للأمم المتحدةبتونس تلاوة نص الرسالة الموجهة إلى المجموعة الدولية من قبل الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بمناسبة اليوم العالمي للقبعات الزرق . وأوضح السيد بان كي مون في هذه الرسالة أن ما لا يقل عن 113 ألف عسكري ورجل امن نظامي ومدني يشاركون في مهام حفظ سلام تحت راية الأممالمتحدة في مناطق صعبة مشيرا إلى أن سنة 2008 شهدت وفاة 138 من القبعات الزرق ضحايا العنف والأمراض والحوادث وهو رقم قياسي منذ بعث القوة الأممية لحفظ السلام. ولاحظ الأمين العام للمنتظم الاممي أن الأممالمتحدة وضعت الاحتفال سنة 2009 باليوم العالمي للقبعات الزرق تحت شعار /النساء في مهام حفظ السلام : قوة من اجل السلام/ وذلك بهدف تشجيع الحضور النسائي في عمليات ومهام حفظ السلام سيما أن النساء هن الأكثر تضررا من النزاعات. أما ممثل وزارة الشؤون الخارجية فقد أكد أن حضورالقبعات الزرق في المناطق التي تهزها النزاعات تعطي الأمل للسكان المحليين الذين تمزقهم الحرب والوضعيات الإنسانية الخطيرة بما يحمل المجموعة الدولية مزيد المسؤولية حتى تحافظ على عمليات حفظ السلام وتؤدي مهمتها بأكثر ما يمكن من النجاعة. وأوضح أن تونس ظلت دوما على تعلقها بمبادئ وأهداف الأممالمتحدة بأن جعلت من هذه المبادئ أحد ثوابت سياستها الخارجية وبأن حرصت على الإسهام عديد المرات في عمليات ومهام حفظ السلام من خلال 16 عملية شاركت فيها بمختلف جهات العالم على غرار يوغسلافيا السابقة وكمبوديا ورواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية حيث لاتزال القوات التونسية تمارس مهامها. وشدد على ما يحدو تونس من عزم على مواصلة الإسهام البناء في هذه العمليات مذكرا بتأكيد الرئيس زين العابدين بن علي على أن هذه المساهمات تقوم شاهدا على دعم تونس المتين لكل مبادرات وقرارات الأممالمتحدة الرامية إلى التخفيف من معاناة السكان والحفاظ على السلام في العالم. ومن جهته قدم ممثل وزارة الدفاع الوطني عرضا سلط فيه الأضواء على مختلف صيغ اشكال تدخل القبعات الزرق مذكرا بمختلف مهام حفظ السلام التي شاركت فيها تونس منذ أول مهمة في الكونغو في أعقاب الاستقلال حتى اليوم مرورا ببورندي ورواندا وكمبوديا وجنوب إفريقيا وهايتي وجزر القمر وألبانيا وأثيوبيا والكوت ديفوار وجمهورية إفريقيا الوسطى. وأفاد أن تونس ساهمت في 16 مهمة أممية ثلاث منها تحت لواء الاتحاد الإفريقي وخمسة مهمات كملاحظ أممي في افريقيا. على صعيد آخر تناول أستاذ القانون السيد رافع بن عاشور بالتحليل مسار ولادة وتطور وأهداف ومجالات عمل قوات حفظ السلام الأممية واليات عملها. ومن ناحيته قدم الخبير الدولي لدى الأممالمتحدة السيد الحبيب سليم مداخلة تحت عنوان / لجنة تعزيز السلام / وهي الآلية التي أرستها الأممالمتحدة سنة 2005 والتي ترمي إلى التوصل إلى سلم مستديم من خلال عمل متواصل لفائدة الاعمار وتامين ديمومة السلام. وقد تم في إطار هذه التظاهرة تنظيم معرض وثائقي وبث شريط فيديو يقدم صورة عن المشاركات التونسية في مختلف عمليات حفظ السلام عبر العالم ويبرز المشاركة النسائية في الفيالق التونسية التي تنشط في عديد مناطق النزاع. يشار إلى أن القبعات الزرق الأممية أو قوة حفظ السلام الأممية مكونة أساسا من عسكريين ترسلهم البلدان الأعضاء إضافة إلى رجال شرطة بالزي النظامي أو مدنيين . وقد أدوا أول مهمة لهم سنة 1948 كملاحظين في الهدنة خلال الحرب العربية الإسرائيلية الأولى. و اجروا منذ سنة 1948 حتى شهر مارس 2009 ما لا يقل عن 63 عملية حفظ سلام في العالم. هذا و قد نالت قوة حفظ السلام الأممية سنة 1988 جائزة نوبل للسلام.