سوسة 24 أفريل 2011 (وات) - انتظمت اليوم الأحد بالمنطقة السياحية القنطاوي بسوسة، تظاهرة تحت شعار "تونسنا غدوة"، ببادرة من منتدى المجتمع المدني التي تم بعثها مؤخرا بسوسة. وقد حدد ميثاق هذه الجمعية افاق العمل والتحرك السياسي في جملة من النقاط أهمها التمسك التام بالحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية وعدم الخلط بين الدين والدولة والدفاع عن حرية التعبير والنضال من أجل تنمية مستديمة متوازنة وعادلة تعتمد على إمكانيات الجهات وطاقاتها. وأبرز هشام ادريس رئيس منتدى المجتمع المدني إيمان جمعيته بالدور الموكول لمكونات المجتمع المدني للمساهمة في الشان الوطني، باعتبارها محور كل عملية بناء وتطوير، مؤكدا أن الأغلبية الصامتة مطالبة بالخروج من صمتها والتعبير عن مواقفها والمشاركة في حماية الثورة والبلاد من كل المخاطر والانزلاقات والتصدي لكل من يريد بث حالة من الفوضى. واستمع الحاضرون في هذه التظاهرة إلى مداخلة قدمها سعد الدين الزمرلي الرئيس الشرفي للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، ذكر في مستهلها بالمراحل التي مر بها دستور الجمهورية التونسية، مشيرا إلى "التشويه الذي لحقه بالخصوص خلال فترة حكم الرئيس المخلوع". وأكد أن القضاء هو الجهاز الوحيد الكفيل بمحاسبة وإقصاء "كل من تورط في فساد مالي وسياسي ومنعه من الترشح لعضوية المجلس التأسيسي"، داعيا إلى ضرورة تجنب المناورات السياسية وتجاوز عقلية الإقصاء من أجل بناء تونس جديدة حاضنة لكل أبنائها الشرفاء. ومن جهته أوضح وزير التنمية الجهوية في الحكومة المؤقتة عبد الرزاق الزواري، أن التنمية الجهوية يجب أن تشمل كل مناطق الجمهورية، مؤكدا ضرورة عمل الحكومة الانتقالية الحالية والحكومات التي ستليها على الاسراع بالحد من الفوارق التنموية بين الجهات. وأشار الوزير إلى الاخلالات التي كانت سائدة خلال فترة حكم النظام السابق والتي ساهمت في اختلال التوازن في التنمية بين الجهات، موضحا أن أهم هذه الاخلالات تتمثل في غياب المعلومة الاحصائية وصدور التعليمات من الإدارة المركزية وتغييب مشاركة مكونات المجتمع المدني في الشأن الجهوي والمحلي. وقد تداول على أخذ الكلمة خلال هذه التظاهرة التي حضرها عدد هام من المواطنين، ممثلون عن بعض الأحزاب السياسية الذين تولوا التعريف ببرامج أحزابهم. كما فسح المجال أما عدد من الشباب للتعبير عن طموحاتهم وآمالهم بعد ثورة 14 جانفي وانتظاراتهم بخصوص مستقبل تونس.