واشنطن 23 أوت 2009 (وات) أظهر تقرير رسمي أميركي أن الأزمة المالية العالمية تسببت برفع معدلات الانتحار في اماكن العمل بنسبة 28 بالمائة وسط عمليات التسريح الواسعة واجراءات التقشف المتشددة. وكشفت بيانات وزارة العمل ان 251 شخصا اقدموا على الانتحار في اماكن العمل خلال 2008 هي النسبة الاعلى منذ بدأت وكالة /مكتب احصاءات العمل/ باصدار تقاريرها. ولم يشرح مسؤولو وزارة العمل السبب خلف ارتفاع حالات الانتحار وانما اشاروا الى الازمة الاقتصادية كعامل مساهم في انخفاض العدد الاجمالي للوفيات حيث ادى انهيار القطاع العقارى الذى يقود حركة الاعمار والتي تحصد عادة القسم الاكبر من الوفيات خلال العمل الى تخفيض عدد ساعات عمال البناء وورشات العمل. واوضحت الوكالة ان العمال على صعيد الولاياتالمتحدة باتوا في الاجمال يعملون لساعات اقل بنسبة 1 بالمائة عن السابق. ونتيجة لهذا التطور انخفضت اصابات العمل الخطيرة في قطاع البناء بنسبة 20 بالمائة. واقتصرت الفئة العمرية التي لم تشهد انخفاضا في الوفيات خلال العمل على العمال والموظفين الذين تتراوح اعمارهم بين 16 و17 عاما حيث شهدت هذه الفئة في المقابل ازديادا في معدل وفياتها خلال العمل من 20 حالة في العام 2007 الى 23 حالة في العام الماضي. كما اظهرت بيانات الوكالة تراجعا على صعيد جرائم القتل في اماكن العمل بنسبة 18 بالمائة. اذ انخفضت هذه الجرائم الى 517 جريمة قتل معظمها بالرصاص اقل بنسبة 52 بالمائة من اعلى معدل رصد في سنة 1994 حين سجلت 1080 جريمة قتل في اماكن العمل في ارجاء الولاياتالمتحدة. وقالت وزيرة العمل هيلدا سوليس ان التراجع في اصابات العمل الخطيرة هو "تغير في الاتجاه الصحيح" غير انها نبهت الى ان تطبيق شروط السلامة بشكل حازم يبقى الضمانة الاساسية لتلافي حوادث كهذه. واضافت الوزيرة في بيان "في الواقع فان تقارير اليوم تحثنا على زيادة تيقظنا وخصوصا ان الاقتصاد يسترد عافيته". وقد اظهرت دراسات عديدة اخرى الاثار النفسية التي خلفها الانكماش الاقتصادى على الشعب الاميركي. من هذه الاثار ان نحو ثلث ملاكي البيوت المرهونة التي تتعرض للحجز يعانون من اكتئاب شديد وفق دراسة اعدتها جامعة /بنسلفانيا سكول اوف ميديسين/. وينتحر في الولاياتالمتحدة اكثر من 30 الف شخص سنويا حيث يمثل الانتحار ثاني اسباب وفيات الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاما. وقد استند تقرير وزارة العمل الى بيانات اولية من سنة 2008 وهي تزمع اصدار تقريرها النهائي بارقام مراجعة في افريل.