تونس 16 اكتوبر 2009 (وات) تحيي تونس يوم السبت 17 اكتوبر مع سائر بلدان العالم اليوم العالمي لمقاومة الفقر حول موضوع الذكرى العشرين للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل. وتهدف هذه الاتفاقية الى حماية الاطفال فى العالم من جميع المخاطر التي تتهددهم واولها افة الفقر التي تاثر سلبا على صحة الاطفال ونمائهم ودراستهم. وفي احياء تونس لهذا اليوم تاكيد على انخراطها التام في السعي الدولي للقضاء على الفقر وحرصها المتواصل على مشاركة المجموعة الدولية في العمل على تحقيق الاهداف الانمائية التي تضمنها اعلان الاممالمتحدة للالفية ومنها بالخصوص تخفيض نسبة الفقر الى النصف مع حلول سنة 2015 . ويعد احداث الصندوق العالمى للتضامن ومقاومة الفقر بمبادرة من الرئيس زين العابدين بن على وحرصه الدائم على تفعيل هذه الالية تاكيدا للاهمية التي توليها تونس لتعزيز التضامن والتعاون الدولي لتقليص رقعة الفقر في العالم وتحقيق اهداف الالفية في المجال . وقد اعتمدت تونس في مقاومتها لظاهرة الفقر على سياسة تنموية شاملة ترتكز على ثوابت تلازم البعدين الاقتصادى والاجتماعي وضمان تكافؤالفرص وتساوى الحظوظ بين مختلف افراد المجتمع وفئاته ونبذ كل اشكال الاقصاء والتهميش وترسيخ قيم التضامن والتازر في المجتمع. وتحقتت لتونس منذ تحول السابع من نوفمبر 1987 اصلاحات العميقة وشاملة لتطوير الاقتصاد الوطني وتسريع نسق نموه مع الحرص على تعزيز التقدم الاجتماعي وضمان توزيع عادل لثمار التنمية لبناء مجتمع متوازن ومتضامن فتوسعت بذلك قاعدة الطبقة الوسطى وانخفضت نسبة الفقر الى 8ر3 بالمائة. وتركزت جهود الدولة في هذا المجال على اعتماد مجموعة برامج واليات لمحاصرة ظاهرة الفقر وتحقيق النهوض بالفئات الضعيفة ونشر التنمية بكافة مناطق البلاد وتوفير شبكة امان اجتماعى لحماية الفئات الهشة من مظاهر الاحتياج والاقصاء. وقد ساعدت هذه البرامج والاليات على توفير مرافق العيش الاساسية ومقومات التنمية للمناطق الضعيفة وتيسير ادماج الفئات الضعيفة في دورة الانتاج عن طريق دعم موارد الرزق وتشجيع الشباب وطالبي الشغل ومحدودى الدخل على بعث المشاريع المنتجة والترفيع في نسب التغطية الاجتماعية حتى قاربت اليوم 95 بالمائة وتحقيق زيادات متواصلة في الاجور الدنيا فضلا عما تم في مجال ازالة المساكن البدائية وتكثيف العناية بالمناطق الريفية والاحياء الشعبية المحيطة بالمدن الكبرى. وتعززت الاحاطة بالفئات الضعيفة والعائلات المعوزة وذوى الاحتياجات الخصوصية من خلال ما خص بها رئيس الدولة من برامج لتاهيلها للعمل المنتج وتحقيق اندماجها في دورة الاقتصاد ولا سيما من خلال البرنامج الذى اقره سنة 2007 لاتاحة مزيد من فرص التشغيل والعمل لابناء العائلات المعوزة. وعزز الرئيس زين العابدين بن على هذا التوجه في برنامجه الانتخابي الجديد 2009-2014 حيث اكد على الا تحرم عائلة تونسية واحدة من مصدر دخل يوفر حاجياتها ويحفظ كرامتها. وتضمن البرنامج الانتخابي اهداف اخرى طموحة لمواصلة تقليص رقعة الفقر والنزول بنسبته الى المستوى الادنى المتعارف دوليا وذلك من خلال ما وضعه خطط في مجال التشغيل ورفع معدل الدخل الفردى والارتقاء بموءشر التنمية البشرية الى مستوى البلدان ذات التنمية البشرية المرتفعة. ولتحقيق هذه الغاية الاساسية اعلن سيادة الرئيس جملة من البرامج والاليات على غرار تخصيص خمس الناتج المحلى الاجمالي للتحويلات الاجتماعية واحكام توزيعها وتوجيهها للفئات المستحقة وتعزيز الاحاطة بالعائلات المعوزة ومساعدتها والاقتراب من التغطية الاجتماعية الكاملة حتى تبلغ 98 بالمائة مع تعميمها فضلا عن تكثيف شبكات الامان الاجتماعي لحماية الفئات الهشة من الارتداد اوالسقوط في دائرة الفقر وتطوير نظام اليقظة الاجتماعية وتكثيف العمل الاجتماعي ودعم عدد الاخصائيين في هذا المجال الى جانب النهوض بالاحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية وتعزيز برامج التنمية الريفية تشجيعا على الاستقرار وتامينا لفرص العيش الكريم.