الحامة (قابس) 26 اكتوبر2009 (وات) بتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي اشرف السيد فؤاد المبزع عضو الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي ورئيس مجلس النواب يوم الاثنين بمدينة الحامة على إحياء الذكرى الثامنة لوفاة المناضل جلولي فارس وذلك بحضور والي قابس والكاتب العام للجنة تنسيق التجمع وعدد من الإطارات الجهوية ومن مناضلي التجمع إلى جانب ثلة من أفراد عائلة الفقيد. وانتظم موكب خاشع بمقبرة الشهداء بالحامة تولى خلاله عضو الديوان السياسي وضع باقة من الزهور على ضريح الفقيد وتلا فاتحة الكتاب ترحما على روحه الطاهرة. كما اطلع بمقر الجامعة الدستورية على معرض وثائقي عن حياة الفقيد ونضالاته وماحظي به من عناية من لدن الرئيس زين العابدين بن علي تجسمت خاصة في الزيارة التي أداها له بمقر إقامته بالحامة في 24 اكتوبر 1998. واشرف السيد فؤاد المبزع بالمركب الثقافي الطاهر الحداد على اجتماع ابلغ في بدايته مناضلي ومناضلات مدينة الحامة وولاية قابس مشاعر تقدير الرئيس زين العابدين بن علي وما يوليه سيادته من عناية لدعم المسيرة التنموية بهذه الجهة. وأشار إلى تزامن هذا اللقاء مع غمرة الاحتفال بنتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي أكدت تعلق الشعب التونسي بسيادة الرئيس عرفانا لما حققه لتونس من مكاسب شملت كل الميادين وكل الجهات. وأكد الاعتزاز بالظروف السليمة التي جرت فيها الحملة الانتخابية وما رافقها من أجواء احتفالية توجت بإقبال تلقائي على صناديق الاقتراع بما ترجم ما بلغه المواطن التونسي من نضج سياسي وتجذر ديمقراطي جعله حصنا منيعا للوطن أمام حملات التشكيك المغرضة للمناوئين الذين اثروا التواطؤ مع الأجنبي ومقايضة السيادة الوطنية بالاسترزاق والسمسرة. وبين ان افتراءات هذه الفئة لم تنطل على الشعب التونسي الواعي الحصيف وستظل القافلة تسير على درب النماء والتقدم غير مكترثة بأصوات الناعقين. وبعدان ابرز النجاح الباهر الذي حققه الرئيس زين العابدين بن علي والتجمع الدستوري الديمقراطي في العملية الانتخابية في كنف الوضوح والشفافية أكد السيد فؤاد المبزع ضرورة الوعي بقيمة الانجازات التي تحققت للبلاد في إطار المشروع المجتمعي للتحول الذي راهن على الإنسان مقصدا أسمى لمجهود التنمية مبينا أن المجتمع التونسي النابض بالحياة أصبح مبنيا على التصالح مع الهوية والتفتح والتسامح والتضامن والاستثمار في المعرفة والتنمية المتوازنة. وأكد عضو الديوان السياسي ان إحياء ذكرى وفاة المناضل جلولي فارس تندرج في إطار المنهج الحضاري الرفيع الذي رسمه الرئيس زين العابدين بن علي في باب التعاطي مع رجالات تونس الأبرار ورموز الحركة الوطنية وبناة تونس الفتية تقديرا لتضحياتهم وصونا للذاكرة الوطنية. واستعرض في هذا الصدد المسيرة النضالية للمرحوم الذي لم يثنه تكوينه العلمي المتميز عن الاهتمام بشواغل الوطن وشؤونه إذ سخر حياته وعلمه للتكوين السياسي مع بداية تشكل الحركة الوطنية بقيادة الحزب الحر الدستوري الجديد مبرزا حركية الفقيد ونشاطه وعمله الجاد ومواقفه الثابتة ودروسه المحملة بالنفس الوطني بما جعله أحد الوجوه البارزة في الحزب الحر الدستوري الجديد. كما تعرض إلى قيادته لمظاهرات مارس 1938 ومساهمته الفاعلة في أحداث 8 و9 افريل 1938 إلى جانب المهام الدقيقة التي قام بها عندما عينه الديوان السياسي ممثلا للحزب في باريس. وأبرز أيضا ما تميز به الفقيد أثناء رئاسته للمجلس القومي التأسيسي من حنكة في وقت تعددت فيه الآراء حول شكل النظام وطبيعة العلاقات بين السلط وقدرته على التأليف بين مختلف الاتجاهات وتمهيد الطريق للوفاق الوطني حول الخيارات الأساسية للنظام السياسي للدولة التونسية الفتية. وذكر السيد فؤاد المبزع بمساندة المرحوم لمسيرة الإصلاح والتغيير في تونس بقيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي كرمه ووشح صدره بالوسام الأكبر للسابع من نوفمبر واحاطه برعايته السامية. وأكد في ختام كلمته ان تنظيم هذا اللقاء هو دليل صادق على اهتمام تونس قيادة وشعبا بأبنائها الذين سخروا حياتهم لبناء أمجادها وهو ترجمة لما داب عليه رئيس الدولة من ايلاء وافر التقدير وعظيم الاعتبار لرجالات تونس البررة وتنزيلهم المكانة الرفيعة في الذاكرة الوطنية حتى يشكلوا على الدوام نبراسا للأجيال الصاعدة في بناء المستقبل.