بنزرت 5 نوفمبر (وات) في إطار الاحتفالات بالذكرى الثانية والعشرين لتحول السابع من نوفمبر أشرف السيد عبد الوهاب عبد الله عضو الديوان السياسي للتجمع الدستورى الديمقراطي وزير الشؤون الخارجية يوم الخميس بمقر لجنة تنسيق التجمع ببنزرت على ندوة فكرية حول موضوع "تطلعات تونس الاقليمية والدولية في ضوء المحور 24 من برنامج سيادة الرئيس الانتخابي (2009-2014). وأبرز عضو الديوان السياسي في مداخلته الطابع المميز الذى تكتسيه احتفالات هذه السنة بذكرى التحول نظرا لتزامنها مع فرحة الشعب التونسي بالفوز الباهر الذى حققه الرئيس زين العابدين بن علي وقائمات التجمع في انتخابات 25 أكتوبر الرئاسية والتشريعية. وبين الوزير أن رئيس الدولة عمل منذ السنوات الاولى للتغيير على تحديد مختلف توجهات البلاد الخارجية وأولوياتها وفق ما تمليه مصلحة البلاد وسيادتها الوطنية والالتزامات الناجمة عن انتماءاتها الجهوية والاقليمية والدولية ومقتضيات التعاطي مع التحولات السريعة والعميقة التي يشهدها العالم من حولها. وأبرز حرص رئيس الجمهورية في كل مرحلة من مراحل التغيير على توفير اليات التحرك اللازمة للديبلوماسية التونسية بما يكفل لها التفاعل الايجابي مع ما يتولد عن تطورات الاوضاع الدولية من تحديات ورهانات مضيفا أن سيادة الرئيس أرسى منهجية تحرك واقعية وعقلانية تستند الى رؤية استشرافية وقراءة موضوعية لهذه التطورات. كما بين أن تونس تمكنت بفضل هذا النهج المدروس والحكيم من تحقيق انطلاقة جديدة في علاقاتها بسائر الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات والمؤسسات الاقتصادية والمالية العالمية واقامة شراكات فاعلة ساهمت في تعزيز حضورها ودعمت رصيد الثقة الذى تحظى به في مختلف فضاءات انتمائها. وأوضح السيد عبد الوهاب عبد الله أن سياسة تونس الخارجية تنبني على جملة من الثوابت في مقدمتها الانتصار لمبادئ الشرعية الدولية والاحترام المتبادل بين الدول ومناصرة قضايا الحق والعدل وفض النزاعات بالطرق السلمية وتفعيل قيم التعاون والتضامن وتعزيز الحوار بين الشعوب والحضارات. وذكر في هذا الاطار بدعوات رئيس الدولة الدائمة الى اضفاء أبعاد أكثر انسانية على العلاقات الدولية والى صياغة تصور موضوعي مشترك لبعض المفاهيم كالتضامن وحماية حقوق الانسان ومعالجة قضايا التنمية. وبين أن انحياز تونس الدائم للسلم والاستقرار والعدل في العالم يجد صداه في جملة الاهداف التي سطرها الرئيس زين العابدين بن علي لسياسة تونس الخارجية بالنسبة للمرحلة المقبلة التي ستشهد مواصلة العمل على تعزيز اندماج تونس في محيطها الاقليمي والدولي. وأشار السيد عبد الوهاب عبد الله الى تأكيد سيادة الرئيس في برنامجه الانتخابي على تمسك تونس بانتمائها المغاربي وعزمها على مواصلة الاسهام في النهوض بالعمل العربي المشترك بما يكرس الاهداف المشتركة في التنمية والتقدم ويخدم القضايا المصيرية للامة العربية وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني العادلة التي جعل منها سيادته قضيته الشخصية. وبين الوزير من جهة أخرى أن تونس ستواصل العمل من أجل دعم أواصر الاخوة والتضامن بين الدول الاسلامية والارتقاء بعلاقات التعاون والتضامن مع البلدان الافريقية وتوسيع روابط الشراكة والتعاون مع مختلف دول الفضاء الاوروبي الشريك الاقتصادى والتجارى الاول للبلاد فضلا عن دعم مختلف أطر التعاون الاوروبي المتوسطي. وأكد في هذا الاطار حرص تونس على ارساء تشاور أكبر وتنسيق أرفع بين ضفتي المتوسط من أجل وضع خطة عمل لمعالجة ظاهرة الهجرة وفق مقاربة شاملة تسهل اجراءات تنقل الاشخاص وتأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الاطراف المعنية بهذه الظاهرة مشيرا الى ان تونس ستعمل في الفترة المقبلة على توسيع تجربة الهجرة المنظمة التي توختها مع فرنسا لتشمل بقية دول الاتحاد الاوروبي وهو ما من شأنه أن يسهم في ايجاد فرص عمل للكفاءات التونسية في الخارج لاسيما من بين حاملي الشهائد العليا. وقال السيد عبد الوهاب عبد الله ان التونسيين بالخارج يظلون على الدوام في جوهر اهتمامات رئيس الجمهورية الحريص على تأمين ظروف عمل واقامة لائقة لفائدتهم وعلى حمايتهم من كل أشكال التمييز وضمان حقوقهم الاساسية وتوفير الظروف الملائمة لاندماجهم في دول الاقامة حتى يكونوا خير سفراء لتونس بالخارج وعنصر وتقارب بين بلدان الاقامة وبلادهم. وبين أن تونس ستعمل في اطار حرصها على توسيع شبكة علاقاتها واستكشاف فضاءات جديدة للتعاون والشراكة على مزيد دفع علاقات الصداقة مع دول القارتين الامريكية والاسيوية وستحرص على الارتقاء بمستوى حضورها في مختلف أجهزة الاممالمتحدة وهياكلها ومجموعاتها الجهوية والاقليمية. وأكد عضو الديوان السياسي للتجمع أن المقاربة الوطنية للتنمية بانجازاتها الرائدة والمراتب المتميزة التي تحصلت عليها تونس ضمن تقارير المنظمات العالمية ومؤسسات التصنيف الدولية مثلت سندا حقيقيا للسياسة الخارجية مشيرا الى أن تطورات الأوضاع في العالم أثبتت صواب خيارات الرئيس زين العابدين بن علي ورجاحة مقارباته. وعبر اطارات ومناضلو ولاية بنزرت في ختام هذه الندوة عن عميق اعتزازهم بالنجاح الباهر الذى حققه الرئيس زين العابدين بن علي في الانتخابات الرئاسية مؤكدين التفافهم حول خياراته المستقبلية وعزمهم على الاسهام الفاعل في تحقيق الاهداف التنموية الطموحة المرسومة للمرحلة القادمة. من ناحية أخرى افتتح السيد عبد الوهاب عبد الله المعرض الوثائقي الجهوى الذى أقيم بمناسبة الذكرى 22 للتحول بدار الثقافة الشيخ ادريس ويبرز من خلال مكوناته المكاسب والانجازات التي تحققت لولاية بنزرت في جميع المجالات.