تونس 10 جوان 2009 (وات) - أكد السيد عبد الباقي الهرماسي رئيس المجلس الأعلى للاتصال ان المقاربة الاصلاحية التي انتهجها الرئيس زين العابدين بن علي تعتبر أن التقدم بالمسار الديمقراطي والإعلامي خيار ورهان تقع مسؤولية إنجاحه على عاتق كافة القوى الوطنية في نطاق المشاركة والتفاعل بين مختلف مكونات المجتمع. وقال في مداخلة حول موضوع /الإعلام الوطني وخصوصيات البناء الديمقراطي/ قدمها عشية الاربعاء على منبر منتدى الفكر السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي بالعاصمة أنه من قبيل الوهم اعتقاد البعض بوجود نموذج واحد للديمقراطية يمكن نقله من الغرب إلى بقية بلدان العالم مبينا أن النماذج المسقطة من الخارج تبقى دائما غير قادرة على الاستجابة لطموحات الشعوب في التنمية والتقدم. ولاحظ المحاضر أن مقاربة تونس التغيير في مجال الإصلاح السياسي والتي جعلت من التعددية خيارا ثابتا وصريحا تعتبر أن بناء المجتمع الديمقراطي التعددي يقوم على ترسيخ حرية الرأي والتعبير واحترام الرأى المخالف كما تعتبر أن هذا البناء لا يستقيم الا في ظل إعلام حر ونزيه. واستعرض مختلف الإصلاحات الجوهرية التي تم إقرارها على المسارين السياسي والإعلامي تجسيما للخيار الاستراتيجي للرئيس زين العابدين بن علي القائم على تكريس التعددية والديمقراطية مبينا أن التعددية الإعلامية تبرز من خلال تعدد العناوين الوطنية البالغ عددها حاليا 284 عنوانا وتدفق العناوين الأجنبية والارتفاع المطرد لعدد المشتركين بشبكة الانترنات. وأضاف أن هذه الإصلاحات شملت أيضا فضلا عن الجوانب التشريعية الترفيع في المنحة المخصصة لصحافة الأحزاب وفتح الفضاء السمعي البصري أمام القطاع الخاص إلى جانب تطوير صلاحيات المجلس الأعلى للاتصال وتنقيح المجلة الانتخابية ملاحظا أن هذه الإصلاحات قد ارتقت بالمشهد الإعلامي الوطني ليصبح أكثر تنوعا وجرأة في تناول مختلف المواضيع والقضايا التي تشغل بال الرأي العام الوطني.