اريانة (تونس) 23 نوفمبر 2009 (وات) - تمثل الضيعة التربوية بسيدى ثابت من ولاية أريانة تجربة فريدة من نوعها في تونس تعتمد النشاط الفلاحي وسيلة علاجية وتكوينية للاشخاص المعوقين تسا. وتم تقديم هذه التجربة ذات الابعاد الاجتماعية والتربوية والبيداغوجية والطبية خلال مائدة مستديرة انتظمت بقصر المعارض بالكرم في اطار الصالون الدولي للفلاحة بمشاركة أعضاء جمعية الضيعة التربوية من أطباء متخصصين بالعلاج النفسي والعصبي وفنيين فلاحيين ومرشدين اجتماعيين ومربين بيداغوجيين. وتؤمن الضيعة التربوية أنشطة لفائدة أكثر من 60 من حاملى الاعاقة ضمن ورشات فلاحية لتعليم طرق اعداد الارض وغراسة النباتات ووضع البذور واستعمال طرق الرى. كما توفر للمعوق تكوينا مهنيا يتوافق مع امكانياته الذهنية والبدنية من ذلك تربية الارانب وصنع الاجبان. واتاح اللقاء عرض التجارب المتصلة بتطوير المدارك العقلية للمعوق لدعم توازنه النفسي في الوسطين الاسرى والتربوى الفلاحي وتحسين قدراته في التأقلم مع المحيط الخارجي. وتمتد الضيعة التربوية الفلاحية بسيدى ثابت على مساحة 7 هك منها 3 هك مخصصة للزراعات الكبرى وتتوزع أنشطتها على الزراعات السقوية والبستنة ونباتات الزينة الى جانب تربية الحيوانات كالخيول والارانب والدواجن والابقار وغيرها من الحيوانات المنتجة. وبالرغم من جدواها العلاجية الثابتة تواجه هذه الضيعة اشكالية التوفيق بين الجوانب العلاجية والتربوية لمنظوريها من المعوقين من جهة والمحافظة على مردوديتها على مستوى الاحاطة والانتاج من جهة اخرى وهو ما يستوجب امكانيات مادية وبشرية هامة وتدخلات متواصلة من مختلف الهياكل المعنية لتمكين هذا المشروع الخيرى الاجتماعي والتربوى من مواصلة مهامه في أحسن الظروف.