تونس 30 نوفمبر 2009 (وات) رغم التقدم الذى احرزته المجموعة الدولية فى التصدى لتفشي فيروس نقص المناعة المكتسبة /سيدا/ ونجاحها فى تحقيق انخفاض فى عدد الاصابات الجديدة بفضل الدعم المادى ونشر الوعي بمخاطره على كافة المستويات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والنفسية الا انه ما يزال واحدا من الاسباب الرئيسية للوفاة المبكرة على الصعيد العالمي. ومع تزامن الاحتفال هذا العام باليوم العالمي للسيدا مع قرب موعد الالتزامات الدولية بوصول الجميع الى سبل الوقاية والعلاج والرعاية والدعم بحلول العام 2010 يصبح التحدى بتقديم المزيد وبصورة عاجلة اكثر الحاحا. وفي الوقت الذى يبدو فيه ان الوباء قد استقر نسبيا في معظم انحاء العالم حيث انخفضت حالات العدوى الجديدة بالفيروس بنسبة 17 في المائة خلال السنوات الثماني الماضية الا ان عدد الاشخاص المتعايشين مع الفيروس استمر في الارتفاع ليصل الى 4ر33 مليون مصاب في ديسمبر 2008 . واكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في رسالته بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسيدا تحت شعار "كن معنا ضد السيدا. حتى انت يهمك السيدا" على انه لن يكون من الممكن تحقيق هدف الوقاية والعلاج للجميع الا اذا وقع تسليط الضوء الكامل لحقوق الانسان على فيروس نقص المناعة البشرية. واوضح الامين العام ان ضمان حقوق الانسان يكون ب"التصدى لاى شكل من اشكال الوصم والتمييز فيما يتصل بفيروس نقص المناعة البشرية" ويعني "القضاء على العنف ضد النساء والفتيات" وايضا "ضمان الوصول الى المعلومات والخدمات المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية". ويتعرض الاشخاص الذين يحملون فيروس السيدا في جميع انحاء العالم لاشكال مختلفة من وصمات العار والتمييز ولخطر خسارة وظائفهم حيث ينبذون من مجتمعاتهم ويحرمون من ممارسة حقوقهم الانسانية وهو ما من شانه ان ينمي لدى مشاعر الحقد ويضر بنفسيتهم. وعلى سبيل المثال فان مرضى السيدا يتعرضون في الصين لتمييز كبير ويلاحقهم العار حتى ان العاملين في المجال الطبي يرفضون لمسهم في بعض الاحيان وفق ما ذكرته منظمة الاممالمتحدة في مسح اجرته مؤخرا. وفي روسيا يمنع القانون الروسي مرضى السيدا من حق حضانة الاطفال ورفضت السلطات الروسية مؤخرا لملكة جمال روسيا لعام 2005 من حق رعاية اخيها الصغير بسبب اصابتها بالمرض. وتعتبر هذه الممارسات مخالفة للشرعية الدولية لحقوق الانسان وخاصة الاعلان العالمي لحقوق الانسان والعهدين الدوليين حول الحقوق المدنية والسياسية وحول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الصادران عن الجمعية العامة للامم المتحدة. ودعا المؤتمر الدولي لجمعيات الهلال الاحمر والصليب الاحمر في المؤتمر الدولي ال28 في جنيف الى محاربة التمييز ونبذ وصمة العار التى يوصم بها المصابين بمرض السيدا. وابدت جميع التزامها بانهاء جميع انواع التمييز ضد مرضى السيدا اعتبارا من عام 2003 حتى يعمل مريض السيدا كفرد من افراد المجتمع يتمتع بحقوقه ويؤدى واجباته ويكفل له المجتمع الرعاية الصحية اللازمة لعلاجه ولمنع نقل المرض للاخرين. ووعيا منه بضرورة تجاوز الممارسات المعادية لحقوق الانسان حث الامين العام جميع البلدان على الغاء القوانين والسياسات والممارسات العقابية التى تعيق الاستجابة لمرض السيدا بما في ذلك القيود المفروضة على سفر الاشخاص المصابين مشيرا الى ان "الاستجابات الناجحة للسيدا لا تعاقب الناس بل توفر لهم الحماية". وفي هذا الاطار قامت الولاياتالمتحدة في الثاني من نوفمبر برفع الحظر المفروض على دخول المصابين بفيروس نقص المناعة الى اراضيها الذى استمر 22 عاما حيث اضافت الولاياتالمتحدة في العام 1987 مرض السيدا الى قائمة الامراض المعدية التى من شانها ان تمنع المهاجرين والطلاب والسائحين والمصابين بها من الحصول على تاشيرات دخول اذا لم يكن لديهم اذن خاص بذلك. واعرب الامين العالم للامم المتحدة عن تفائله في ان يكون المصابون بنقص المناعة البشرية "قدوة قوية في توجيهنا الى النهج الافضل للوقاية والصحة والكرامة الانسانية" مؤكدا على ضرورة "الاعتراف باسهاماتهم وتعزيز مشاركتهم النشيطة في جميع جوانب مكافحة السيدا.