قمرت 3 ديسمبر 2009 (وات) تابع المشاركون فى المؤتمر الدولي بتونس حول اقتصاديات المعرفة عرضا لتجارب وطنية عربية فى المجال والاصلاحات المنجزة الى جانب البنية التحتية والمؤسساتية التى تم توفيرها للتشجيع على الاستثمار والبحث فى المعرفة. كان ذلك خلال جلستي العمل المسائيتين لليوم الثاني من المؤتمر المنعقد بقمرت فى الضاحية الشمالية للعاصمة واللتين تناولتا موضوعي /الافاق على المستويين المحلي والقطاعي/ و/الافاق الثقافية العربية بشان اقتصاد المعرفة/. واكد المحاضران على اهمية دور القطاع الخاص فى بناء اقتصاديات المعرفة اضافة الى الدعم السياسي والتعاون الدولي الذى من شانه ان يساعد الدول النامية فى جهودها للانخراط فى الاقتصاد المعولم ورفع تحدى التشغيل. وابزر المتدخلون فى النقاش اهمية وضع استراتيجيات واضحة لبناء اقتصاديات المعرفة وتعزيز التنافسية والاستفادة من تجارب البلدان الناجحة فى المجال الى جانب تطوير التعليم ونشر الثقافة الرقمية ودعم قطاع البحث العلمي وتاطير الكفاءات البشرية وادماج الجامعة فى محيطها الاقتصادى . وبخصوص /الافاق الثقافية العربية بشان اقتصاد المعرفة/ بين السيد حاتم بن سالم وزير التربية والتكوين ان ترسيخ دعائم اقتصاد المعرفة في العالم العربي والاسلامي يتطلب بالضرورة ارساء ارضية ثقافية واجتماعية متوازنة تشيع قيم التفتح والخلق والتجديد نظرا لان البعد الثقافي يعد ركيزة اساسية في التمشي الاصلاحي والتحديثي وقاطرة لانجاحه واشار في هذا الصدد الى ثراء الكلمة المرجعية التي القاها الرئيس زين العابدين بن علي في افتتاح الموءتمر موضحا انها تعكس ايمان سيادته بالتحولات العميقة التي يشهدها العالم اليوم في انماط الانتاج والتغيرات في مؤشرات التنمية وبضرورة تسريع نسق الاصلاح والتطوير في اتجاه ترسيخ دعائم مجتمع المعرفة واعداد الكفاءات العلمية والمهارات الفنية القادرة على كسب رهان التنافسية ودفع نسق الاستثمار واحداث مواطن الشغل واكد ان التطرق الى موضوع الابعاد الثقافية في المنطقة العربية والاسلامية في علاقتها باقتصاد المعرفة يقيم الدليل على الوعي بان التحدى الثقافي يشكل تحديا جوهريا ومحوريا في ارساء اقتصاد المعرفة في هذه المنطقة حيث ان الخصائص الثقافية يمكن ان تمثل حافزا لتسريع نسق الانخرط في الثقافة الرقمية ومجتمع المعرفة وابرز وزير التربية والتكوين من ناحية اخرى ايمان تونس بالتلازم بين البعد الثقافي والبعد التنموى حيث حرصت على تجسيمه في مناهجها التعليمية على غرس قيم التفتح والخلق لدى الناشئة وعلى تعزيز دور المراة في المجتمع والارتقاء بها الى مستوى الشراكة الفاعلة مشيرا الى انه تم في اطار التجربة التونسية اعطاء قيم التضامن والتسامح وحقوق الانسان في كونيتها وشموليتها منزلة دستورية سمحت باعداد الارضية الثقافية والاجتماعية الملائمة لبناء مجتمع المعرفة المتاصل في بيئته وثقافته. وتم في اطار مداخلات الجلسة الخامسة لاشغال المؤتمر التاكيد على ان الثقافة يمكن ان تلعب دورا مشجعا في بناء اقتصاد المعرفة ومن شانها تدعيم باقي ركائز مجتمع المعرفة لاسيما في مجالات تعزيز ثقة المجتمع والشفافية والربط الشبكي ودور المراة في هذا المجال. كما شهدت هذه الجلسة مناقشة نقاط القوة ومواطن الضعف الكامنة في الثقافة العربية في تاثيرها على بناء مجتمع المعرفة فضلا عن عرض نتائج تقرير المعرفة العربي بخصوص الثقافة العربية واقتصاد المعرفة وابراز اهم الاشكاليات التي يثيرها التلازم بين الابعاد الثقافية والاقتصاد الرقمي. كما تم عرض التجربة الماليزية في تسخير ثقافتها الاسلامية للانتقال الى اقتصاد المعرفة وتقديم بعض التوصيات للاستئناس بهذا المثال من قبل بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا وتتواصل اشغال هذا المؤتمر الدولي في جلسة اخيرة اليوم الخميس.