أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حظر دخول الوافدين من سبع دول إسلامية، بينها ليبيا، الولاياتالمتحدة تحديات قانونية وتظاهرات وفوضى في وكالات السفر الدولية والمطارات حول العالم. وتعد الليبية نجوى اليازجي واحدة من بين كثيرين تأثروا بتلك الفوضى، فهي طالبة من طرابلس تدرس العلاقات الدولية في جامعة جورج ماسون في ولاية فيرجينيا، وتحمل التأشيرة الخاصة بالطلبة. غادرت البلاد في تذكرة (ترانزيت) إلى إسطنبول الجمعة ليلاً. وفي مطار أتاتورك الدولي أخبرها رجال الأمن أنها تستطيع السفر لكنها مُنعت من المرور فور وصولها البوابة، وأخبروها أن وزارة الهجرة الأميركية منعوا عودتها إلى الولاياتالمتحدة. وتنتظر اليازجي الآن في تركيا تحاول التقدم بطلب أملاً بإنهاء فصلها الدراسي الأخير. وعبرت اليازجي عن غضبها من القرار الأخير، وقالت: «في السنوات الأربع الماضية دخلت وخرجت من الولاياتالمتحدة سبع مرات دون أي مشاكل». ووفقًا للأمم المتحدة هناك نحو عشرة آلاف طالب ليبي في الولاياتالمتحدة، بعضهم عالقون مع عائلاتهم وأطفالهم، ويخشى كثير منهم العودة إلى ليبيا لزيارة عائلاتهم خوفًا ألا يتمكنوا من العودة إلى أميركا. ويوجد يوسف ترهوني في الولاياتالمتحدة للحصول على شهادة في الأعمال والإدارة في جامعة واشنطن، وكان يخطط لزيارة ليبيا الصيف المقبل، وكان يخطط للحصول على منحة للتدريب عقب إنهاء دراسته لكنه يخشى أن ذلك لم يعد متاحًا. طالب ليبي في جامعة شيكاغو: القرار طائش وعقابي للمسلمين وقال ترهوني إنه تلقى رسالة بريدية من برنامج التدريب الاختياري لإخباره أن ذلك قد لا يكون خيارًا متاحًا بعد الآن للطلاب الوافدين من الدول التي شملها قرار الحظر. وقال: «إذا عرفت الشركات أنه لا يمكنك العمل بدوام كامل عقب إنهاء البرنامج، تلقائيًا ستتجنب تعيينك. وسأقابل المحامي الأسبوع المقبل لمعرفة الخيارات المتاحة أمامي. وأعتقد أن قرار الحظر يتم تمديده أكثر من تسعين يومًا. وفي كل الأحوال لن أخاطر بالسفر خارج الولاياتالمتحدة». وأوضح طالب ليبي آخر يدرس في جامعة شيكاغو، طلب عدم ذكر اسمه، أن القرار عنصري ضد المسلمين. وقال: «القرار بدعوى حماية الولاياتالمتحدة ومواطنيها من الإرهاب يستهدف البلدان الإسلامية. القرار طائش وعقابي لأصحاب الديانة الإسلامية. لقد التزمت بقوانين هذه البلد واتبعت عملية قانونية للوصول إلى هنا». رئيس مجلس العلاقات الليبية الأميركية: ننظم مؤتمرًا في 16 فبراير يحضره 200 شخص من الخارج والآن أشعر بالإحباط وأشار مؤسس ورئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للعلاقات الليبية الأميركية، هاني شنيب، إلى أن مؤسسته كانت «تنتظر إدارة جديدة أكثر تفاعلاً. ونظمنا مؤتمرًا بعنوان (العلاقات الأميركية - الليبية 2017 رؤية جديدة، أمل وفرص) من المقرر عقده في 16 فبراير المقبل، وكان من المقرر حضور مسؤولين ليبيين من خارج الولاياتالمتحدة». وأضاف «أكثر من 200 شخص من رواد الأعمال وشركات القانون والاستثمار والأمن السياسة كانوا ينتظرون عقد هذا المؤتمر هنا في واشنطن. لكن الآن مع عدم صدور تأشيرات لأي من متحدثينا أو المشاركين نشعر بالإحباط الشديد». وكانت الدول السبع ذات غالبية مسلمة التي شملها قرار ترامب الإداري وُصفت ب«دول مثيرة للقلق» في ظل إدارة باراك أوباما. ويحظر قرار ترامب مواطني دول العراق وسورية وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن من دخول الولاياتالمتحدة لمدة 90 يومًا.