أكّد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أن النهضة لم تدرج قطّ في أيّة قائمة من قائمات الإرهاب، معتبرا أنّ ما ورد في تقرير موقع “سكاي نيوز” من اتهامات للحركة بتورطها في الإرهاب يدخل في باب التجاذبات السياسية والإعلامية، وفق قوله. وأوضح الغنوشي، في تصريح إعلامي على هامش ندوة انعقدت اليوم السبت 10 جوان بمقر الحركة بعنوان “الذكرى 36 للتأسيس.. قراءات في مسيرة حركة النهضة”، أن تجاوز الأزمة الخليجية لن يكون إلا بالحوار والتفاوض والبحث عن تسويات، مشيرا إلى أنه لا يمكن لدول الخليج إلاّ أن تكون متعايشة ومتوافقة. وكان موقع “سكاي نيوز” قد كشف أمس الجمعة 9 جوان الجاري عن فيديو بتضمن اعتراف الأرهابي ابو أنس الليبي الذي قبض عليه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي أي) بأن عبد الحكيم بلحاج متورط في اغتيال الشهيد شكري بلعيد بتنسيق مع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وبعلم القطريين، حسب قوله. وقالت “سكاي نيوز “في تقريرها إن تونس تضررت من دعم قطر منظمات ارهابية وأن وثائق ومعلومات استخباراتية تعود لسنة 2014، أظهرت أن جهات تمولها قطر كانت تقف وراء اغتيال شكري بلعيد. وأشار الى أن أصابع الاتهام اتجهت إلى الدوحة، بعد عملية “عين أميناس” الإرهابية بالجزائر، التي نفذها ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فضلا عن دعمها جماعات متشددة أخرى. وكشف الموقع أن مصادر أمنية واستخباراتية أكدت ابان اغتيال بلعيد أن القرار اتخذ بعد أن أعلن امتلاكه معلومات وحقائق خطيرة عن دخول أطراف مشبوهة للترابين التونسيوالجزائري عبر سيارات قطرية رباعية الدفع مجهزة بمعدات متطورة، من النوع الذي منحته الدوحة للحكومة التونسية. وأوردت المصادر أن بلعيد كان يمتلك وثائق سرية وخطيرة تكشف ضلوع قطر في حادثة عين أميناس بالجزائر، وأن هذه المعلومات جعلت النائب في البرلمان البلجيكي لورانس لويس يتهم قطر بالتورط في اغتيال بلعيد. وقالت مصادر استخباراتية إن الهدف الرئيسي لدولة قطر في تلك الفترة كان خلق جو من الفوضى وعدم الاستقرار الأمني في الجزائر، فضلا عن وضع يدها على بلدان المغرب العربي من خلال دعم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وأكد التقرير نفسه أن بلدة غدامس الواقعة في المثلث الصحراوي الحدودي بين ليبيا وتونسوالجزائر، تحولت خلال الأشهر التالية، إلى وكر وملاذ آمن لعناصر القاعدة، كخلايا جاهزة للقيام بعمليات تخدم أجندة الدوحة في المنطقة مستفيدة، من حالة الانفلات الأمني التي تشهدها المنطقة. وأضاف تقرير “سكاي نيوز”: “وضعت قطر يدها على كتائب ليبيا المسلحة، وكان عبد الحكيم بلحاج – الذي ضمه البيان السعودي المصري الإماراتي البحريني الأخير إلى قائمة الإرهاب- يتلقى الدعم المباشر من الاستخبارات القطرية“. وذكر بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي أي ) القى القبض، في وقت لاحق، على الإرهابي أبو أنس الليبي، وأن هذا الاخير اعترف بعد استجوابه بأن الاغتيالات السياسية التي كانت تحدث في تونس، وأهمها اغتيال السياسي شكري بلعيد، تورط فيها عبد الحكيم بلحاج الذي كان ينسق مباشرة مع راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية، وأن التنسيق كان بعلم القطريين. وأشار الموقع الى أن تنفيذ عمليات الخطف والقتل (كاغتيال شكري بلعيد) تمت على أيادي رجال من (كتيبة النواصي) التي تضم قادة كتائب، معظمهم تورطوا مباشرة في حادثة عين أميناس في الجزائر.