أفاد رئيس قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس، سمير المعتوقي، بأنه سيتم في غضون اليومين القادمين على أقصى تقدير التعرف على هوية الدفعة الثانية من جثث ضحايا غرق مركب المهاجرين غير الشرعيين التي تم انتشالها وعددها 25 جثة لتسليمها إلى أهاليها، وذلك بعد ظهور نتائج تحليل البصمة الجينية التي من شأنها أن تأخذ حيزا زمنيا طويلا. وأوضح أنه نظرا لتعفن جثث الضحايا وتآكلها فانه لا يمكن التعرف على هويتهم الا عبر التحليل الجيني"، مضيفا أنه تم التجند على نطاق وطني لهذه المسألة من أجل التأكد من هويات الضحايا وتسليمهم إلى أهاليهم في أقرب الآجال. وبين أنه قد تم منذ وقوع الحادثة والى حد الآن، انتشال 46 جثة وايوائها بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة حيث تم التعرف على هوية 21 من أصحابها وتسليمها الى عائلاتها، وتم تسليم آخرها صباح اليوم إلى أهلها في جزيرة جربة. من جانبهم، يواصل أهالي المفقودين، ترقبهم أمام قسم الطب الشرعي بالمستشفى على أمل أن يتم التعرف على جثث أبنائهم والتأكد إن كانوا ضمن الجثث التي تم انتشالها من أعماق البحر. وانتقد عدد منهم بطء الاجراءات والتحاليل الطبية اللازمة للتعرف على هويات جثث الضحايا، وغياب التنسيق بين الاطار الطبي واهالي الهالكين والمفقودين وخاصة غياب التاطير والرعاية النفسية للأهالي الذين ينتظرون منذ 10 أيام على أحر من الجمر مصير أبناءهم ان كانوا من ضمن الجثث المنتشلة أم مازالوا في عداد المفقودين. يذكر أن وزارة الدفاع الوطني كانت قد أفادت في بلاغ لها يوم الاثنين 9 أكتوبر الجاري أن إحدى الوحدات البحرية التابعة لجيش البحر اصطدمت يوم الأحد 8 أكتوبر بمركب مجهول الهوية، أثناء الإقتراب منه لمحاولة التعرّف عليه، وذلك على بعد 54 كلم من شاطئ العطايا بجزيرة قرقنة من ولاية صفاقس، مما أدى إلى غرقه.