كشفت وكالة "رويترز" عن تفاصيل جديدة عن اعتقال ما وصفتهم ب "منافسي" وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، في الأسرة الحاكمة، السبت الماضي، خصوصاً الأمير متعب بن عبد الله، رئيس الحرس الوطني. تقول الوكالة في تقرير تحليلي لها، نشر السبت، إن رسالة مقتضبة كانت أول إشارة تُنذر بأن هناك حدثاً جللاً وشيكاً سيقع، فقد تم إبلاغ نزلاء فندق "ريتز كارلتون"، في الرياض، يوم السبت، الرابع من نوفمبر الجاري، بإخلائه؛ بناءً على طلب من جهات سيادية عليا. وخلال ساعات جمعت قوات الأمن العشرات من مجتمع الصفوة في عالم السياسة والأعمال في السعودية، أغلبهم في العاصمة ومدينة جدة الساحلية، ومن بين من اعتُقلوا 11 أميراً، إضافة إلى وزراء ورجال أعمال أثرياء. بعض هؤلاء -بحسب رويترز- تلقّوا دعوة لحضور اجتماعات، حيث احتُجزوا خلالها، في حين قُبض على آخرين في منازلهم، ونُقلوا جواً للرياض، أو إلى فندق "ريتز"، الذي تحول لمركز احتجاز مؤقت. وقال مصدر مطّلع للوكالة الإعلامية ذاتها، إن المحتجزين سُمح لهم بإجراء اتصال هاتفي واحد مُقتضب بمنازلهم. وأضاف: "لم يُسمح لهم بتلقّي اتصالات هاتفية، وظلوا تحت حراسة أمنية مشددة، لم يتمكّن أحد من الدخول أو الخروج. من الواضح أنه تم الاستعداد جيداً لذلك". مصدر مطّلع على الأحداث كشف ل "رويترز" أن "الأمير محمد قرّر اتخاذ إجراءات ضد أفراد من الأسرة، عندما أدرك أن هناك من أقاربه من يعارض تنصيبه ملكاً أكثر مما كان يظن". وأضاف المصدر: "كان مضمون الرسالة أن على المتردّدين في تأييدهم أن يحذروا. الفكرة كلها وراء حملة مكافحة الفساد كانت تستهدف العائلة، أما الباقون فكانوا لتزيين الموقف". وقالت مصادر مطّلعة إن "الاتهامات وُجّهت بناء على أدلّة جمعها جهاز المخابرات العامة". وبحسب تلك المصادر، فإن الأمير متعب بن عبد الله، رئيس الحرس الوطني السابق، والمحتجز في الوقت الحالي في "ريتز كارلتون"، كان في منزله الريفي بالرياض حين دُعي للاجتماع بوليّ العهد، ودعوة كهذه أمر معتاد بالنسبة إلى مسؤول كبير ولا تثير أي شكوك. وقال مصدر آخر له صلات ببعض المحتجزين: "ذهب الأمير متعب إلى الاجتماع ولم يعد بعدها". وقال بعض المراقبين إن التوتّرات ظهرت جليّة في لقاءات الأسرة الحاكمة خلال الصيف.