قال رئيس المجلس الاقتصادي الافريقي، عمر بلخيرية، "ان الملتقي الاقتصادي الافريقي الاول الذي تستضيف خلاله تونس يومي 16 و17 جانفي الجاري، 200 مسؤول ورجل اعمال من 20 بلدا يشكل موعدا لبحث فرص التعاون والشراكة بين القطاعين العام والخاص في وقت فيه اكدت فيه الدبلوماسية الاقتصادية التونسية انها تحركت للاستفادة من هذه السوق "الواعدة " . وأضاف بلخيرية، الثلاثاء، خلال اليوم الافتتاحي للمؤتمر الذي اتخذ موضوع "افريقيا مناخ للاستثمار" شعارا له " ان الهدف من تنظيم التظاهرة يكمن في ارساء نسيج اقتصادي قوي بين الدول الافريقية المنضوية تحت لواء المجلس ودعم التعاون الاقتصادي وتنويع الشراكة مع التجمعات الاقتصادية الاخرى". وتهدف الدورة الاولى للمؤتمر الاقتصادي الافريقي الى المساهمة في النمو الاقتصادي الافريقي. كما ترنو الى ان تشكل نافذة لدفع المبادلات وفرص الاستثمار بين الدول الافريقية من جهة ومع بقية دول العالم من جهة اخرى، وفق بلخيرية. ويقترح القائمون على تطوير القارة عدة حلول من بينها التكتل ضمن قطب اقتصادي موسع وارساء هياكل عصرية وذات قدرة تنافسية قادرة على الاستجابة الى الحاجيات المشتركة في مجال البنية التحتية واعتماد صيغ تعاون جديدة مع بقية دول العالم علاوة على تطوير مناخ الاعمال من خلال اقرار حوافز كفيلة باستقطاب الكفاءات الافريقية بالخارج بما يدفع احداث مشاريع مشتركة جديدة ويفتح افاق استثمار مشترك ولا سيما في الاقتصاد الرقمي والمؤسسات الناشئة والمجددة. وكشف بلخيرية "ان افريقيا تشكل سوقا استهلاكية تعد مليار و100 مليون مستهلك وهي تستاثر ب 70 بالمائة من مدخرات العالم من المواد الخام وتتوفر على مساحات ومخزونات مائية هائلة" . وقال كاتب الدولة للدبلوماسية الاقتصادية، حاتم فرجاني، "ان الحكومة التونسية وضعت خطة عمل لاستهداف السوق الافريقية الواعدة من خلال توسيع عدد ممثليات تونس الى 12 ممثلية من بينهما بوركينا فاسو ونيروبي وكينيا. واضاف ان تونس تمتلك، حاليا، ممثليات اقتصادية في 5 بلدان الى جانب فتح خطوط طيران الى عدة وجهات (كوتونو وكوناكري) وبرمجة فروع جديدة الى افريقيا على غرار خط الخرطوم. وقال إن تونس التي نالت عضوية المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "سيداوو" ستصبح خلال شهر افريل المقبل عضوا بمجموعة "كوميسا" (السوق المشتركة لشرق وجنوب افريقيا ) مشيرا الى ان الدبلوماسية التونسية تعمل، حاليا، على تنظيم بعثات اقتصادية الى عدة وجهات افريقية وآسياوية ودفع العلاقات الثلاثية وتشجيع المستثمرين التونسيين على النفاذ الى هذه السوق الواعدة . واكد رئيس حزب حركة النهضة راشد الغنوشي، "ضرورة ان يدفع هذا المنتدى في اتجاه تطوير الاستثمار بين البلدان الافريقية وتبادل الخبرات والتجارب بين الدول مشددا على اهمية الموارد الطبيعية والثروات الي تزخر بها القارة". وتابع قائلا: "القارة الافريقية تشكل المستقبل والامل للشباب" داعيا الى مزيد التعاون والتنسيق بين البلدان الافريقية لضمان تنمية القارة وازدهار شعوبها. وتحدث وزير تكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الرقمي، انور معروف، من جانبه، عما تزخر به افريقيا من مكامن هامة قادرة لتحقيق التنمية المستديمة وعن ما تسجله من نسبة نمو هي من بين الاعلى في العالم متطرقا في هذا الصدد، الى نسبة استعمال الهاتف الجوال، التي فاقت 100 بالمائة بافريقيا و120 بالمائة بتونس. وشدد على ان تونس تعد شريكا للجهود التي تصب في اتجاه رخاء القارة وانه يتوجب عليها الاضطلاع بدور هام في اطار العمل الافريقي المشترك حتى تصبح هذه القارة قوة اقتصادية عالمية. ويتضمن اليوم الثاني من التظاهرة عقد لقاءات اعمال مباشرة وعرض اليات تمويل المشاريع الخاصة في افريقيا في قطاع البناء والاشغال العامة والصناعات الغذائية والمنجمية والصحة و الفلاحة.
