يسعى أركان المعارضة التركية إلى تخطي انقساماتهم وتشكيل جبهة موحدة في وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على أمل الإطاحة به، بعد أن فاجأهم بالدعوة إلى انتخابات مبكرة بعد شهرين. وكان أردوغان أعلن الأسبوع الماضي أن الانتخابات التشريعية والرئاسية التي كانت مقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، ستجري في 24حوان المقبل. ورغم الإعلان المفاجئ، حافظت أحزاب المعارضة على هدوئها مؤكدة أنها واثقة من فرصها بالفوز أمام أردوغان وحزبه اللذين اعتادا الفوز بالانتخابات منذ العام 2002. ولتحقيق ذلك تكثف المعارضة اللقاءات والمفاوضات لقطع الطريق أمام أردوغان الذي في حال فاز سيتمتع بصلاحيات موسعة غير مسبوقة بموجب التعديل الدستوري، الذي تمت الموافقة عليه في استفتاء أفريل 2016. وفي بادرة تضامن، أعلن حزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي-ديموقراطي) الأحد، أن 15 من نوابه انضموا إلى حزب قومي جديد بزعامة وزيرة الداخلية السابقة ميرال اكسينير ليحصل على النواب العشرين الضروريين لتشكيل كتلة في البرلمان والمشاركة في الاقتراع. والحزب الجديد الذي يحمل اسم حزب "اييي" أسسته اكسينير في أكتوبر بعد أن انشقت عن حزب العمل القومي، ويعتقد محللون أن هذه السيدة قد تكون المرشحة الأوفر حظاً لمنافسة أردوغان. وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو، أمس الأربعاء، بعد استقباله إكسينير "ما قمنا به مساهمة للديموقراطية تتخطى الحزب الجديد". ورغم لقاءاته مع أحزاب مختلفة يبدو أن حزب الشعب الجمهوري سيدعم على الأقل في البداية مرشحه الذي سيكشف اسمه في الأيام المقبلة. وكان أردوغان قال الثلاثاء، بغضب: "يجري العمل على تشكيل تحالف بهدف واحد هو الوقوف بوجه رجب طيب أردوغان عبر مفاوضات غير واضحة تفتقر إلى الكرامة ولا لون لها ولا هوية واضحتين". وتحالف حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان تمهيداً لهذه الانتخابات مع حزب العمل القومي المتشدد. ويرى الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى سونر كاغابتاي، أن ميرال اكسينير ستكون خصماً جدياً لأردوغان بما أنها يمينية وقومية ومسلمة محافظة. وقد تجذب أصواتاً من حزب العدالة والتنمية وتقنع ناخبي حزب العمل القومي الخائبين من التحالف مع حزب العدالة والتنمية.