كل الهدايا ألقاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سلة المهملات إلا هدية العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، كانت الهدية الوحيدة التي فرح بها، وجلجل ضحكته بقهقهة أشبه بتلك التي تطلقها شخصية "سانتا كلوز" المعروف ب"بابا نؤيل" حين يطل كل رأس سنة ميلادية، بحسب العرف السائد. هذا ما أظهره مقطع فيديو نفذه تلفزيون "روسيا اليوم"، بمناسبة رأس السنة الميلادية بأسلوب نقدي سياسي لاذع. وفي الفيديو يظهر الرئيس الأمريكي صباح يوم عيد الميلاد، وهو في مقره بالبيت الأبيض، يجلس يتفحص الهدايا التي وصلته من شخصيات عالمية مختلفة. أول هدية تناولها ترامب من بين الهدايا الواردة إليه كانت هدية الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الهدية كانت عبارة عن تمثالين منفردين واحد لجونغ أون وآخر أصغر منه قليلاً بالحجم للرئيس الأمريكي. ترامب أبدى انزعاجه من هدية نظيره الكوري الشمالي فألقاها في سلة المهملات. بعد هدية جونغ أون، تناول ترامب هدية أخرى كانت من الصين، وهي عبارة عن قبعة حمراء كتب عليها "لتجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، العبارة المعروفة التي اطلقها الرئيس الأمريكي في فترة حملة الانتخابات الرئاسية. الهدية لم تعجب الرئيس ترامب فقط، بل إنها أزعجته إلى الحد الذي جعله يرمها على الأرض ويصرخ منفعلاً، ثم يلوح بيديه في تعبير عن عدم رضا شديد بنوع الهدية الصينية. الهدية التالية التي تناولها الرئيس الأمريكي كانت عبارة عن شوكولا وضع على غلافها الخارجي صورته، لكنها وبعد تذوقه لها لم تعجبه فرماها في سلة النفايات أيضاً. بعدها تناول ترامب هدية أخرى كانت من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وحين رفع غطاء العلبة تبين أن في داخلها تاج ثمين من الذهب. هدية العاهل السعودي أسعدت الرئيس الأمريكي، فأطلق ضحكة شبيهة بضحة "بابا نؤيل"؛ تعبيراً عن رضاه بهذه الهدية الثمينة. رفع ترامب التاج وهو يطلق تأوهات معبرة عن فرحه، متأملاً التاج بين يديه، ليضعه على رأسه وينظر إليه بفرح غامر في المرآة، وفي غمرة سعادته بهدية الملك السعودي رفع ترامب ذراعيه في تعبير يدل على القوة. ويشير المقطع هنا إلى الأموال التي تحصلها ترامب من الرياض منذ تولي الملك سلمان للحكم ثم تعيين نجله محمد بن سلمان ولياً للعهد، حيث توالت الصفقات والاتفاقات التي أغدقت أمريكا بالمال السعودي. ومن أبرز تلك الصفقات، ما وقعه ترامب خلال قمة الرياض عام 2017، حيث بلغت قيمة الاتفاقات أكثر من 400 مليار دولار، كما نفذت السعودية طلب ترامب بزيادة ضخ النفط لتعويض النقص الحاصل من العقوبات على إيران، ناهيك عن تكرار ترامب وصف المملكة بالثرية وبأن عليها أن تدفع. بعد هذه الهدية الثمينة التي أسعدته، ألقى ترامب نظرة على بقية الهدايا أمامه، فتخير واحدة كانت موضوعة في داخل مظرف، حملها ونهض ليجلس إلى مكتبه، ثم خلع التاج من رأسه ورماه على ظهر المكتب بينما هو يتمثل الهدية من الخارج.