انعقدت اليوم الخميس 16 جويلة 2020 جلسة عامة لمواصلة انتخاب الثلاث أعضاء المتبقين للمحكة الدستورية، دامت ما لا يتجاوز العشر دقائق. تمت برمجة بداية الجلسة على الساعة العاشرة صباحا إلا أن عبير موسي، رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر، صحبة 3 نواب عن نفس الكتلة دخلوا قاعة الجلسة واستقروا بمنصة رئاسة المجلس وسط جدال مع أعوان و إداريي مجلس نواب الشعب وذلك حوالي الساعة العاشرة صباحا. استمر هذا الجدال ما يفوق الساعة تخللها توجيه اتهامات من طرف عبير موسي للإدارة كونها مسيسة وتخدم مصالح أطراف معينة تجدر الاشارة إلى أن أبواب قاعة الجلسة بقيت مغلقة إلى حدود الساعة منتصف النهار ما حال دون دخول النواب و انطلاق أشغال الجلسة العامة. عند انطلاق الجلسة قام راشد الغنوشي، رئيس المجلس، بتوجيه كلمة للنواب وللشعب التونسي مقدما اعتذاراته ومبينا استحالة مواصلة الجلسة وسط صراخ نواب الدستوري الحر و رفعهم لشعار "لا للارهاب بمجلس النواب"، وقام برفع الجلسة مباشرة. وقد قدم راشد الغنوشي كلمته وقوفا نظرا لعدم سماح نواب كتلة الحزب الدستوري الحر له بالجلوس على كرسي رئيس المجلس. اثر رفع الجلسة، وقعت مناوشات بين عدد من النواب كتل النهضة، ائتلاف الكرامة والدستوري الحر تضمنت كثيرا من عبارات التحريض على العنف والاقصاء. كما حاول نواب من النهضة و ائتلاف الكرامة الصعود للمنصة بعد مغادرة راشد الغنوشي لها و بقاء نواب الدستوري الحر. تم منعهم من طرف الأمن في البداية لكن بعد محاولات متكررة واصرار شديد تم السماح لهم بذلك حيث تم تقديم كلمات من طرف نواب على المنصة سرعان ما تحولت لاشتباكات لفظية شديدة. بالإضافة إلى صعود سيف الدين مخلوف على الطاولة المخصصة لصندوق الإقتراع و تقديمه لخطاب مطول معادي "للقوى المضادة للثورة". استمرت المشاحنات الفردية والجماعية بين النواب إلى حين إعلام إدارة المجلس أنه سيتم إطفاء إنارة الجلسة ودعوة النواب لمغادرة القاعة. غادر جميع النواب باستثناء نواب الدستوري الحر إذ بقوا بالمنصة و قاموا باستعمال أضواء هواتفهم الخاصة للإنارة. بناء على الأحداث التي جدت اليوم خلال الجلسة العامة، تعبر منظمة البوصلة عن استنكارها لما آلت اليه الأوضاع تحت قبة البرلمان من تعطيل متواصل لسير أعماله وارتفاع مقلق لمنسوب العنف والتحريض. وتدعو كافة الأطراف، كتلا ومجلسا، الى تحمل مسؤولياتهم السياسية من خلال العمل على استئناف السير العادي لأشغال المجلس في احترام تام لنظام الداخلي ونبذ كلي للخطاب التحريضي والعنيف.