من المنتظر أن تشهد سماء مكةالمكرمة، يوم السبت 28 ماي 2022 التعامد الأول للشمس على الكعبة الشريفة هذه السنة. ويحدث هذا التعامد تحديدا عند الزوال و18 دقيقة حسب توقيت مكةالمكرمة، أي عند الساعة 9 و18 دقيقة حسب التوقيت العالمي، أي الساعة 10 و18 دقيقة حسب التوقيت المحلي للبلاد التونسية، حيث أنه عند هذا التوقيت، لحظة التعامد، ستبلغ الشمس أقصى ارتفاع لها بحوالي 89.941 درجة= 90 درجة. ويعود سبب تعامد الشمس على الكعبة إلى ميلان محور دوران الأرض بحوالي 23,4363 درجة عن مسير الشمس(ecliptic)، وعليه فإن المناطق الواقعة بين خطي العرض 23,436 درجة شمالا و 23,4363 درجة جنوبا تتعامد بها الشمس مرتين في أوقات مختلفة من السنة وذلك تحديدا عندما تقترب درجة انحراف الشمس (Declination) من درجة خط عرض المنطقة المعنية. بالنسبة للكعبة الشريفة تحدث ظاهرة التعامد مرتين في السنة، الأولى في27 أو 28 ماي، عندما تقترب قيمة درجة انحراف الشمس( Declination) من درجة خط عرض مكة والتي تساوي 21.4225 درجة، بينما تكون المرة الثانية خلال شهر جويلية، عندما تعود الشمس من أقصى درجة انحراف تكون قد بلغتها في الانقلاب الصيفي لتبلغ مرة أخرى درجة انحرافها(Declination) خط عرض مكةالمكرمة وذلك في15 أو 16 جويلية. ويمكن استخدام هذه الظاهرة الجغرافية والفلكية في تحديد القبلة بصفة دقيقة جدا خاصة وأن سمت الشمس لا يتأثر بتأثيرات الغلاف الجوي وخاصة منها الانكسار، هذا يعني أنه للتعرف على القبلة يكفي التوجه للشمس يوم 28 ماي 2022 عند الساعة 10 و28 دقيقة (توقيت محلي). لكن تاريخ 28 ماي لسنة 2022 ليس بالتاريخ الاستثنائي لتحديد اتجاه القبلة بواسطة الشمس، لأنه يمكن في أغلب أيام السنة تحديد القبلة بمجرد التوجه للشمس في توقيت معين، والذي يعرف بتوقيت القبلة وهو التوقيت الذي يتساوى فيه سمت القبلة مع سمت الشمس،بالنسبة لمدينة تونس هذا التوقيت متوفر من27 جانفي إلى غاية 15 نوفمبر من كل سنة. فعلى سبيل المثال بمدينة تونس يوم 25 ماي 2022 عند الساعة 10 و 13 دقيقة القبلة والشمس لهما نفس الاتجاه. وتجدر الإشارة إلى أن المعهد الوطني للرصد الجوي يقوم بتحديد وتثبيت القبلة للمعالم الدينية بالاعتماد على طريقة فلكية تستند إلى موقع الشمس، وتعتبر هذه الطريقة الأكثر دقة بسبب عدم تأثر أحد الاحداثيات السطحية للشمس وهو السمت بانكسار أشعة الشمس.
