كانت سنة 2022 شاهدة على عدد كبير من الاكتشافات العلمية والإنجازات في مجال الطب والحفريات والمناخ، والتي سجلتها البشرية خلال الأشهر ال12 المنصرمة. فمن اكتشاف بقايا أقدم ديناصور عاش قبل نحو 230 مليون عام، إلى لقاح ضد الملاريا وزراعة قلب خنزير في جسمٍ بشري، وأخذ صور كونية جديدة، تعددت الإنجازات العلمية غير المسبوقة. في بدايات العام الجاري، أعلنت جامعة ميريلاند الأميركية أن جراحين أميركيين نجحوا في زراعة قلب خنزير معدّل وراثيًا في جسد إنسانٍ مريض. وكانت أول عملية من نوعها في العالم قد سجّلت يوم 7 جانفي 2022، حيث نجا حينها المريض في البداية، لكن حالته الصحية بدأت تتدهور بعد شهرين، قبل أن يتوفى عن عمر يناهز ال57 عامًا. أول خريطة للجينوم البشري في أفريل، قدّم أكثر من 100 عالم عملوا في بحث علمي مشترك أول خريطة كاملة للجينوم البشري، وهي مجموع الشفرات الوراثية للإنسان وتضم المخطط التفصيلي لجميع الجينات في خلايا البشر. وتفتح هذه الخريطة الأولى من نوعها في تاريخ البشرية، أبوابًا جديدة في مجال البحث العلمي عن دلائل بخصوص الطفرات والتحورات المسببة للأمراض والتنوع الجيني بين البشر. لقاح ضد الملاريا في سبتمبر 2022، اعتمدت منظمة الصحة العالمية لقاحًا ضدّ الملاريا الذي يتسبب في مقتل طفل كلّ دقيقة. وأطلق على اللقاح اسم "موسكويريكس"، وطوّره علماء في جامعة أوكسفورد البريطانية. ماموث محنّط أما في مجال علوم الحفريات، فقد اكتشف عمال مناجم ذهب في يوكون بكندا في يونيو/ حزيران 2022، بقايا صغير ماموث محنّط شبه كامل عاش منذ أكثر من 30 ألف عام. وقالت حكومة يوكون آنذاك: كان "الماموث الأكثر اكتمالًا موجودًا في أميركا الشمالية"، فيما يعد ثاني اكتشاف من نوعه على صعيد العالم. أقدم بقايا ديناصور في السياق، أعلن فريق دولي لعلماء الأحافير في سبتمبر 2022 اكتشاف بقايا أقدم ديناصور في إفريقيا عاش قبل نحو 230 مليون عام. وقال فريق العلماء: إن الديناصور "مبيريسوروس راثي"، كان يبلغ طوله نحو متر واحد فقط ويصل وزنه إلى 30 كليوغرامًا. صور كونية جديدة فيما يتعلق بعلوم الفضاء، رصد التلسكوب الخارق "جيمس ويب" التابع ل"ناسا"، صورًا رائعة للكون منها صورة غير مسبوقة دقيقة وملونة لمجرات بعيدة المدى عمرها 13 مليار سنة. كما التقط التلسكوب صورة لخماسية Stephan's Quintet بشهر جويلية الفائت، وهي منطقة تشكّل النجوم في سديم النسر. جزيئيات بلاستيكية بدم الإنسان وفيما أصبح موضوع تغير المناخ مسيطرًا على الإنسان بشكل لافت خلال عام 2022، ازداد الاهتمام به بين الدول وفي البحوث العلمية. فقد توصلت دراسة وُصفت بأنها "مقلقة للغاية" للمرة الأولى في مارس الماضي، إلى أن جزيئيات بلاستيكية دقيقة موجودة في دم الإنسان، وهو ما كان يعتقد سابقًا أنه مستحيل نظرًا لضيق الممرات الهوائية. توليد الطاقة عبر الاندماج النووي وهذا العام أيضًا، كان شاهدًا على نجاح علماء أميركيين في توليد الطاقة عبر الاندماج النووي في اختراق علمي وصف بأنه "الأبرز في القرن الحادي والعشرين". ويمكن أن تقود هذه الخطوة غير المسبوقة في نهاية المطاف، إلى التخلي عن الوقود الأحفوري.
