نشرت صور و مقاطع فيديو لرضيعة تحمل إسم 'أمل أتشيشة' في الفترة الماضية على شبكات التواصل الإجتماعي و تداول بعض المواطنين أخبارا متضاربة حول حالة الرضيعة. فريق تونسكوب تحول إلى مستشفى الأطفال باب سعدون في زيارة غير مبرمجة لكشف النقاب عن حقيقة وجود الرضيعة 'أمل' و للتأكد من صحة الأقوال التي تشير إلى تقصير من قبل الإطار الطبي و العاملين بالمستشفى.
لاحظ ولي طفل يعالج في قسم الأورام بالمستشفى وجود رضيعة غطت الضمادات جسدها و قام بإلتقاط مقطع للفيديو دون أن يتفطن العاملون لذلك و نشره في حسابه الخاص على الفايسبوك مصحوب بقصة من وحي الخيال أشار فيها إلى أن الرضيعة كانت ملقاة في سلة المهملات و قد قضمت الفئران أجزاء من جسدها بالإضافة إلى المعاملة السيئة التي تلقتها من قبل الإطار الطبي للمستشفى. من هي أمل أتشيشة ؟ كانت روايات مدير المستشفى و الطبيب المباشر و جميع العاملين متطابقة حيث يعتقد أن الرضيعة من أصل ليبي و من أب و أم مجهولين حيث قالت بعض المصادر أن الأم لا يتجاوز عمرها 14 عاما و تم اغتصابها قبل أن ترحل إلى ليبيا و تترك الطفلة الصغيرة. 'أمل'، في الحقيقة، مصابة بمرض وراثي مرتبط بجهاز المناعة و هو ما يجعلها عرضة للتقرحات على مستوى الأعضاء، حسب الطبيبة المباشرة التي إمتنعت عن الإدلاء بمعلومات إضافية بحجة المحافظة على الخصوصية الطبية للمرضى : 'كانت في مصحة خاصة حيث قامت جمعية بخلاص تكاليف العلاج الباهظة لفترة ما قبل أن يتم نقلها إلى مستشفى الأطفال باب سعدون لعدم قدرتها على تحمل المصاريف، أنا مستاءة جدا من الأخبار الرائجة حول سوء الرعاية الطبية للأطفال، هناك محاولات كثيرة للمغالطة'. أحد الممرضين علق على الحملة التي شوه بها مستعملو الانترنات سمعة الفريق الطبي و العاملين بالمستشفى : أنا أقضي وقتا طويلا لإستبدال ضمادات الرضيعة 'أمل'، فهل يعقل أن يتم إتهامنا بالتقصير ؟. آخر الإتهامات التي وجهت إلى عاملي المستشفى مصدرها إمرأة ذكرت في حسابها الخاص على الفايسبوك أن 'أمل' تعاني من سوء التغذية و أن عاملات التنظيف بالمستشفى سرقن ثيابها... قامت إدارة المستشفى بتتبعات عدلية ضد كل من نشر أخبار كاذبة و حاول مغالطة الرأي العام و هو ما دفع بصاحب الخبر المتعلق بوجود الرضيعة في سلة المهملات أو صندوق القمامة إلى سحب و فسخ ما نشره في مواقع الإتصال الإجتماعي. من الواضح أن المستشفيات العمومية في تونس ليست مثالية و تعاني من نقص واضح على جميع المستويات لكن المواطنين الذين يحاولون تقمص دور الصحفي أفلحوا نوعا ما في إقناع الناس برواياتهم الوهمية لكنهم تناسوا قدرة القانون على الردع و إجبارهم على إحترام خصوصية المرضى و الناس و رد الإعتبار للمؤسسات و الأشخاص. في الوقت الذي يلاحق المستشفى الأشخاص الذين تعمدوا الإساءة إلى المؤسسة و إلى الفريق العامل بها، إتصل مندوب الطفولة بمدير المستشفى و إطلع على كامل ملف الحالة الإنسانية 'أمل' مثلما ينص عليه الفصل 31 من مجلة حماية الطفل.