قررت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري اليوم الثلاثاء 15 ديسمبر 2015، ايقاف بث برنامجي “لاباس” ولمن يجرؤ فقط” على قناة الحوار التونسي لمدة شهر وفي ما يلي نص القرارات : قرار الهيئة المتعلق ببرنامج لاباس وحيث أنّه تمّ بثّ برنامج “لاباس” على قناة “الحوار التونسيّ” يوم السبت 12 ديسمبر 2015، وقد بدأ البرنامج بمناوشة بين المقدّم “نوفل الورتاني” والضيف الأول تخلّلتها شتائم واتهامات متبادلة، ثمّ التحق بالبرنامج ضيف ثان وتمحور النقاش حول وجهتي نظر إحداهما تمجّد الرئيس المعزول “بن علي” والأخرى تعارض ذلك، وقد أدّى ذلك إلى نشوب شجار بين الضيفين، واستعمل كلاهما شتى أنواع السباب والشتم والتراشق بالتهم ووصلا إلى حدّ محاولة تبادل العنف الجسديّ. وقد استخدم الضيفان ألفاظا مثل “…أنت إرهابي…انت مريض نفسي…انت انسان ممسخ …انت جرذ…انت أكثر كلب متاع داعش…بن علي أشرف منك…بن علي سيدك…يسود الله وجهك…يا حثالة…يا فاسد… يا صباب…السيد هذا يمجد في داعش…يا كاذب…كذاب…يا ساقط…ممسخ …كلب…داعشي…صبّاب…جبان…هذا يحبّ يدمّر الدولة التونسية…”. وقد استمرّ الشجار لدقائق طويلة وقد تمّ اختزاله عند المونتاج بتمرير الصورة بسرعة وحذف الصوت، وبعد ذلك أعطى مقدّم البرنامج لكلّ ضيف الكلمة على حده ليدلي بموقفه، ومكنّ الضيف الأوّل من تمرير موقفه الداعي إلى تمجيد بن علي والدعوة إلى عودته. لقد تضمّن ما تمّ بثّه خلال تلك الحلقة من برنامج “لاباس”، تمرير الموقف الداعي إلى تمجيد بن علي وإفساح المجال للدعاية إلى عودته والتسويق لرزنامة برنامج الائتلاف من أجل الدفاع عن “بن علي” في داخل البلاد وخارجها، وهو ما من شأنه أن يؤدّي إلى المسّ بالأمن الوطني والنظام العام لما يمكن أن تثيره تلك التصريحات من فتنة، علاوة على الدعاية لنظام ارتبطت فترة حكمه بالاستبداد والفساد والدكتاتورية دفع ضريبة الخروج منها عدد كبير من الشهداء والجرحى. وحيث وإضافة لما سبق فإنّ ما تضمّنته حلقة البرنامج من شتائم وسبّ فيه مسّ بكرامة الإنسان وخرق للضوابط المهنية بالنظر لفظاعة تلك الشتائم المتبادلة، والحال أنّ البرنامج مسجّل وكان بالإمكان تفادي ذلك خلال عملية المونتاج. وحيث أنّ الخروقات المذكورة تشكّل مخالفة جسيمة على معنى الفصلين 5 و30 من المرسوم عدد 116 المؤرخ في في 02 نوفمبر 2011، من شأنها إحداث ضرر فادح يصعب تداركه بما يقتضي التدخّل العاجل تفاديا لتفاقمه. لذا ولهذه الأسباب قرّرنا: إيقاف بثّ برنامج “لاباس” لمدّة شهر ابتداء من صدور هذا القرار، كايقاف إعادة بثّ الحلقة موضوع المخالفة نهائيّا وسحبها من الموقع الالكتروني لقناة “الحوار التونسيّ” ومن صفحات المواقع الاجتماعيّة التابعة لها، من أجل مخالفته مقتضيات الفصل 5 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011، لما تضمّنه من مسّ بالأمن الوطني والنظام العام ومسّ بكرامة الإنسان، والإذن بإحالة الملف على مجلس الهيئة للنظر فيه. قرار الهيئة المتعلق ببرنامج لمن يجرؤ فقط وحيث أنّه تمّ بثّ برنامج “لمن يجرؤ فقط” على قناة “الحوار التونسيّ” مساء يوم الأحد 13 ديسمبر 2015، وقد تضمّنت الحلقة تبادلا للشتائم وسبّا بين ضيفين تواصل لمدّة تناهز العشر دقائق ودون تدخّل مقدّم البرنامج للحيلولة دون ذلك، وقد ورد على لسان أحد الضيفين “كذّاب مفتري..أنا نعرفو اللي هو أجهل واحد ولذلك تقيّأته الدّاخلية..على خاطر انتي امّسخ في النّقابات الأمنية..أما انتي وقت اللي تلوّج في حقّ سكرة بخمسة آلاف فرنك في حي الجمهورية وتدور على النّصابة..انتي الدّين كنت تحارب فيه في عهد بن علي تحجّم في اللحى وتعرّي في الرّوس..تكذب والله كذّاب مفتري”، وردّ عليه الضيف الثاني “تحبّ نحكيلك طرايفك نحكيهملك كيفاش كنت تلمّ في الفلوس في سطل في جامع وتحطّهم في مكتوبك”، وردّ عليه الضيف الأول “انتي جيعان وجيبك فارغ متمعّش من الادارة التونسية للأمن والمواطن خاطرك عريان ورجليك حافية”. وحيث أنّ ما تمّ بثّه خلال تلك الحلقة من برنامج “لمن يجرؤ فقط”، يمثّل مسّا بكرامة الإنسان والحياة الخاصّة وخرق للضوابط المهنية نظرا لفظاعة الشتائم التي تمّ تبادلها بين الضيفين، وما مثّله ذلك من انحدار بمستوى التخاطب، والحال أنّ البرنامج مسجّل وكان بالإمكان تفادي ذلك خلال عملية المونتاج. وحيث أنّ الخروقات المذكورة تشكّل مخالفة جسيمة على معنى الفصلين 5 و30 من المرسوم عدد 116 المؤرخ في في 02 نوفمبر 2011، من شأنها إحداث ضرر فادح يصعب تداركه بما يقتضي التدخّل العاجل تفاديا لتفاقمه. لذا ولهذه الأسباب قرّرنا: إيقاف بثّ برنامج “لمن يجرؤ فقط” لمدّة شهر ابتداء من صدور هذا القرار، كايقاف إعادة بثّ الحلقة موضوع المخالفة نهائيّا وسحبها من الموقع الالكتروني لقناة “الحوار التونسيّ” ومن صفحات المواقع الاجتماعيّة التابعة لها، من أجل مخالفته مقتضيات الفصل 5 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011، لما تضمّنه من مسّ بكرامة الإنسان والحياة الخاصّة، والإذن بإحالة الملف على مجلس الهيئة للنظر فيه.