اكتفى بوتفليقة طيلة أيام الحملة الدعائية التي دامت ثلاثة أسابيع بمخاطبة المواطنين والناخبين عبر رسائل، وصور، ولقطات فيديو يبثها التلفزيون الرسمي مصحوبة بتصريحات له حول الوضع، لكن ليس في شكل خطابات، ولكن في حديث مع ضيوف أجانب استقبلهم. لتنتهي بذلك بالجزائر الحملة الدعائية لانتخابات الرئاسة ليلة الأحد – الإثنين، مسجلة وضعاً غير مسبوق في تاريخ البلاد، حيث أن الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة المرشح لولاية رابعة والذي يقدمه المراقبون ووسائل إعلام باعتباره "الأوفر حظاً للفوز" خاض السباق وهو غائب بسبب عدم تعافيه من وعكة صحية تعرض لها العام الماضي. وناب عن بوتفليقة في تنشيط حملته، طاقم بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد المالك سلال، ويضم مدير ديوان الرئيس أحمد أويحي، ومستشاره الشخصي عبد العزيز بلخادم، وقادة أحزاب مثل عمار سعداني أمين عام حزب "جبهة التحرير الوطني (الحاكم)، ورئيس مجلس الأمة (الغرفة الثانية للبرلمان) عبد القادر بن صالح، (الذي يقود أيضاً ثاني أكبر حزب في البلاد وهو "التجمع الوطني الديمقراطي") إلى جانب العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان) والمنتمي للحزب الحاكم، بالإضافة إلى وزير الصناعة عمارة بن يونس وهو رئيس الجبهة الشعبية، وعمر غول وزير النقل وهو رئيس حزب "تجمع أمل الجزائر". ولم يغب بوتفليقة بشكل نهائي عن المشهد السياسي طيلة أيام الحملة الدعائية، بل كثف من ظهوره التلفزيوني لتوجيه رسائل سياسية، واتهم بوتفليقة خلال اخر ظهور له و الذي بثه التلفزيون منافسه الأول في السباق علي بن فليس بتهديد مسؤولي الدولة خلال برنامج تلفزيوني. وتعتبر المعارضة الجزائرية خوض بوتفليقة للسباق بالوكالة وضعاً "شاذاً" تعيشه البلاد، وتعتبره "غير مؤهل للحكم لخمس سنوات أخرى". وينتظر الجزائريون والمراقبون يوم الإقتراع الخميس المقبل، لمعرفة إن كان بوتفليقة سيشارك في التصويت في أحد المكاتب الانتخابات بحي "الابيار" بأعالي العاصمة كما جرت العادة، أم سيوكل شخصاً من أقاربه لآداء واجبه الانتخابي مكانه.