يمثّل إهدار الطعام من أهم مميزات الشعوب العربية وخاصة الخليجية والتي تحتل المراتب الأولى في العالم في هذا الإطار حيث تتزايد هذه الخصوصية السلبية إلى 50 في المائة في شهر رمضان وتحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى عالميا بينما تحتل الإمارات المرتبة الرابعة عالميا في هذا الشأن. وتزداد مشكلة الهدر الغذائي في الدول العربية خلال السنوات الأخيرة، وتظهر تلك المشكلة جلية مع شهر رمضان الكريم الذي ترتفع فيه نسبة الهدر. ورغم عديد الحملات التوعوية ل”حفظ النعمة” فإنّ التبذير والإسراف واتلاف الطعام يتوايد سنة بعد أخرى حيث أطهرت نتائج مؤشر الفقد والهدر في الغذاء بالسعودية، الصادر عن المؤسسة العامة للحبوب مؤخرا، أن قيمة الهدر والفقد الإجمالية في الغذاء بلغت 12.98 مليار ريال أي ما يعادل 3.46 مليار دولار سنويا أي ما يعادل 10.76 مليار دينار تونسي وهو ما يجاوز ربع ميزانية تونس لسنة 2019 والمقدّرة ب40 مليار و662 مليون دينار. ووفقا للمؤسسة فإن الفقد في الغذاء هو كميات الأغذية، التي تتم خسارتها على طول سلسلة الإمدادات الغذائية فلا تصل إلى المستهلك النهائي، فيما عرفت المؤسسة الهدر بأنه الغذاء المخصص للاستهلاك، الذي يتم هدره بعد مراحل الإنتاج والتوزيع في المطاعم والفنادق والمنازل وغيرها. وأوضحت المؤسسة أن حجم مساهمة الفرد في المملكة من حيث الفقد والهدر الغذائي بلغ 184 كلغ في السنة، مبينة أن نصيب الفرد من الغذاء قد بلغ 555 كيلوغرام في السنة، وذلك وفقا لبيانات هيئة الإحصاء في 2016. وشملت الدراسة، التي قامت بها المؤسسة 19 منتجا غذائيا، وقالت إنه تم هدر وفقد 4.07 مليون طن من الغذاء، ما يشكل 33.1% من إجمالي إنتاج هذه السلع، حيث بلغ حجم الفقد 1.74 مليون طن، ما نسبته 14.2% من حجم الإنتاج، فيما بلغ حجم الهدر 2.33 مليون طن، بنسبة 18.9% من حجم الإنتاج. وفي الإمارات العربية المتحدة تتضاعف نفايات الطعام في مختلف الدول بشكل مرعب، فمثلاً في الإمارات، يزداد نصيب الفرد من نفايات الطعام في الإمارات خلال شهر رمضان الكريم بمقدار 1.8 كلغ إضافية، أي بزيادة 67%. وتحتل “الإمارات” المركز الثاني في الدول العربية من حيث قائمة أكثر الدول إسرافاً بالطعام، وحسب دراسة سابقة، خاصة في الإمارات، فإن “حوالي 3.27 مليون طن من المواد الغذائية المنتجة والمستوردة في دولة الإمارات، والمقدرة قيمتها بأكثر من 13 مليار درهم إماراتي، يتم هدرها سنويًّا”. وفي البحرين تزداد أيضاً نفايات الطعام في رمضان، وتصل إلى 600 طن يومياً، أي تزداد بمقدار النصف.