"تمّ إيقاف ثلاثة أشخاص ملتحين … كان أحدهم يحمل لحية.. كهل في الأربعينات ملتحي .. اعتدوا عليها جماعة اللحي.. مجموعة من الملتحين.. أحدهم لا يحمل لحية والآخر لحيته كثيفة.. كانت برفقة رجل ملتحي .. " المئات من هذه العناوين غزت وعلى مدى ثلاث سنوات وسائل الإعلام التونسيّة وأصبحت اللحية تحيل على المكروه والمنبوذ وتؤشر للخطر ، لقد استعملت وسائل الإعلام المتحاملة التي تخدم أجندة معيّنة اللحية للإساءة إلى جميع أصحاب اللحى ولتشويه من اتخذها سنّة ومن اتخذها عادة، وسعت كوكبة أخرى من المتخنّثين الذين أو اللواتي يحلقن أو يلقطن وجوههن في اليوم 13 مرّة على مدار السّاعة – تنقص قليلا- إلى خلق حالة فزع من اللحية حتى يحلق الجميع ويتحولوا الى مرد في انتظار التحاقهم بصالونات التجميل ومزاحمة النّساء عليها . بما أنّ أهل المكر ماضين في مكرهم ، ويتعمّدون بهدف خسيس الإساءة لكلّ صاحب لحية ، خاصّة أولئك الذين استعملوها للسنّة وليس للزينة، وبما أنّه يصعب إقناع معشر المرد الذين يرغبون في قطع دابر اللحية من تونس وجعل المجتمع أمرد في انتظار تحقيق المساواة التامّة بين الجنسين، مع السعي الحثيث لحلّ مشاكل الإنجاب والرضاعة، إمّا بزرع الذكور لأرحاما وأثداء أو تقتلع النسوة أرحامهن وأثدائهن ويعتمد الجميع على الماكينة . بما أنّ هؤلاء يصعب إقناعهم بالعودة عن غيّهم فلا أقلّ من الإشارة إلى الصنف الثالث، صنف الأغبياء الذين يعتقدون أنّ المجموعات التي تقوم بالعمليّات الإجراميّة خاصّة في المدن والعمران هم بالضرورة ممن يحملون لحي، لذا نقول لهم أنّ جماعات القتل المحترفة منعت منذ التسعينات على أعضائها رخي اللحية وإطالتها كما منعت إظهار أيّ من العلامات الدّالة على التديّن. نصرالدين