عقدت لجنة متعددة الأطراف يوم الاثنين بمقر وزارة الصحة العمومية اجتماعا بغية الاطلاع على آخر التطورات المتصلة بفيروس “أي أتش1 أن1′′ في العالم وتنسيق الجهود وتعزيز التعاون على المستوى الوطني بما يدعم اليقظة والترصد ويؤمن نجاعة التدخلات. وأفاد السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية بالمناسبة أن تونس والمنطقة المغاربية كاملة خالية من هذا الفيروس إلى حد الساعة مؤكدا أهمية ملازمة اليقظة والحذر واتخاذ التدابير الاحتياطية اللازمة لتجنب أي تطورات محتملة لهذا المرض الفيروسي الجديد. ودعا مختلف الأطراف المعنية إلى المتابعة الحينية والمنتظمة لانتشار الفيروس في العالم ودعم جاهزية المنظومة الصحية الوطنية على تفعيل الإجراءات الوقائية وأحكام التصرف في حالة تسجيل اصابات. وكانت مناسبة للتذكير بالتدابير التي تم اتخاذها في تونس لدعم اليقظة والوقاية الصحية في جميع نقاط العبور لاسيما المطارات حيث تم تركيز كاميرات حرارية بمطاري تونس وجربة في انتظار استكمال تجهيز بقية المطارات والموانئ ونقاط العبور البرية الرئيسية بهذه المعدات فضلا عن استعمال محرار الكتروني بالنقاط الحدودية الصغرى. ودعا المشاركون إلى إحداث أماكن للعزل الطبي في مستوى نقاط العبور للتكفل بالحالات المشبوهة من بين الوافدين من الخارج مع الالتزام بالتدابير العملية الآمنة التي تم التنصيص عليها مؤخرا في منشور وزاري وزع على جميع الهياكل المعنية. وبشان الأدوية المضادة للأنفلونزا بين الخبراء أن هذا النوع من المضادات الحيوية الذي يقتصر استعماله في تونس على الوسط الاستشفائي هو دواء علاجي ناجع لكنه ليس وقائيا وهو متوفر بكميات كافية وسيقع تعزيز المخزون الاستراتيجي قريبا بمائة ألف علبة إضافية إلى جانب وسائل الحماية الموضوعة على ذمة العاملين بنقاط العبور والمصالح الاستشفائية المرجعية ووحدات المساعدة الطبية الاستعجالية المكلفة بنقل الحالات المشبوهة. كما تم التأكيد على نجاعة خدمات المخابر الفيرولوجية في البلاد التونسية على غرار مخبر الفيرولوجيا بمستشفى شارل نيكول الذي أقرت منظمة الصحة العالمية في بيان نشرته بتاريخ 3 ماي 2009 بقدرته العلمية والفنية على تشخيص مختلف أصناف الفيروسات بما في ذلك فيروس هذه السلالة الجديدة من الأنفلوانزا. وتناولت الجلسة الاستعدادات بالمؤسسات الاستشفائية لدعم اليقظة في مجال مباشرة المرضى وتجهيز الأقسام العلاجية المرجعية بالموارد البشرية اللازمة والوسائل الوقائية والأدوية الضرورية. ويشار إلى أن تونس بادرت إبان تسجيل أولي حالات العدوى بفيروس أنفلونزا /أي أتش1 أن1/ في العالم بتفعيل اللجنة الفنية للترصد واليقظة الصحية التي تجتمع يوميا بمشاركة ممثلي مختلف الهياكل الوطنية المتدخلة ومنظمة الصحة العالمية إلى جانب الخبراء لاسيما في مجال الفيروسات. وسلطت الجلسة الضوء على أهمية المرافقة الإعلامية لطرح الموضوع بكل وضوح وشفافية ومساهمة المواطنين في المجهود الوطني الرامي إلى منع تسرب الفيروس الوبائي بالمحافظة على ابسط قواعد النظافة وتجنب التنقل والسفر إلى المناطق الموبوءة في العالم. وقدمت اقتراحات أخرى من ضمنها بعث خط اخضر ينتظر تشغيله في غضون اليومين المقبلين على الرقم” 340 100 80 /” للإجابة على تساؤلات واستفسارات المواطنين بخصوص كل ما يتعلق بفيروس “أي اتش1 ان1.” كما أتاح الاجتماع استعراض تطورات الوضع في العالم المتعلقة بفيروس”أي اتش1 ان1′′ والحالات المسجلة في 21 بلدا والبؤر التي تم اكتشافها بالمكسيك والولايات المتحدة فضلا عن الجهود الدولية المبذولة لمواجهة احتمال حدوث وباء والقضاء على هذا النوع من الأنفلوانزا. وجرت الجلسة بحضور الوزراء المعنيين وممثلين عن الهياكل العمومية وعن المنظمات والجمعيات ذات العلاقة ووسائل الإعلام الوطنية والمنظمة العالمية للصحة.